للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك أين قوله المذكور، وترجمته المذكورة عنه من قول الشيخ العارف الفقيه الإمام المشكور المشهور صاحب السر المودع، والفتح والمعارف والنوراني سليمان داود الاسكندراني تلميذ الشيخ الكبيرالإمام الشهير العارف بالله الخبير تاج الدين بن عطاء الله المتقدم ذكره في ترجمته عنه؟ حيث قال في ذكر بعض أوصافه: هو السيد الأجل، الكبير القطب، العارف الوارث، المحقق الرباني، صاحب الاشارات العلية، والعبارات السنية، والحقائق القدسية، والأنوار المحمدية والأسرار الربانيه، والهمم العرشية، والمنازلات الحقيقية. الحامل في زمانه لواء العارفين، والمقيم فيه دولة علوم المحققين كهف قلوب السالكين، وقبلة همم المريدين، وزمزم أسرار الواصلين، وجلاء قلوب الغافلين، منشىء معالم الطريقة بعد خفاء اثارها، ومبدىء علوم الحقيقة بعد خبوء أنوارها، ومظهرعوارف المعارف بعد خفائها واستتارها الدال على الله تعالى، وعلى سبيل جنته والداعي علىعلم وبصيرة إلى جنابه وحضرته. أوحد أهل زمانه علماً وحالاً ومعرفةً ومقالاً، الشريف الحبيب النسيب المحمدي العلوي الحسني الفاطمي الصحيح النسبين، والكريم الطرفين، فحل الفحول، إمام السالكين علي الشاذلي الذي يغنيك سمعته عن مديح ممتدح، أو قول منتحل جاء في طريق الله بالأسلوب العجيب، والمنهج الغريب، والمسلك العزيز القريب. قلت: هذا بعض وصفه الذي ذكرت فيه شيئًامن أوصافه اقتصرت عليه رغبة في الاختصار، وفي بعضه كفايةذوي الاستبصار.

ومن كلامه رضي الله تعالى عنه قوله: إذا جالست العلماءفجالسهم بالعلوم المنقولات، والروايات الصحيحة. إماأن تفيدهم، أو تستفيد منهم، وذلك غاية الريح معهم، وإذا جالست العباد والزهاد، فاجلس معهم على بساط الزهد والعبادة، وحل لهم ما استمرروه، وسهل عليهم ما استوعروه، وذوقهم من المعرفة ما لم يذوقوه. وإذا جالست الصديقين، ففارق ما تعلم ولا تنتسب بما تعلم تظفر بالعلم المكنون، وبصائر أجرهاغيرممنون.

وقوله: والمحبة أخذة من الله لقلب عبده عن كل شيء سواه، فترى النفس مائلة إلى طاعته، والعقل متحصناًبمعرفته، والروح مأخوذًا في حضرته،. والسرمعمورًافي مشاهدته والعبد يستزيد فيزاد ويفاتح بما هو أعذب من لذيذ مناجاته، فيكسي حلل التقريب على بساط القربة، ويمس أبكار الحقائق وثيبات العلوم، فمن أجل ذلك قالوا: أولياء الله عرائس، ولا يرى العرائس المجرمون.

وقال: له قائل: قد علمت الحب، فما شراب الحب؟ وما كأس الحب؟ ومن الساقي؟ وما الذوق؟ وما الشرب؟ وما الري وما السكر وما الصحو؟ قال رضي الله تعالى عنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>