للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلامه المشتهرة، المنسوجة في الأسلوب الغريب الذي لم ينسج غيره على منواله العجيب:

أيا مادحاً نسجاً وشاه ابن جوزي ... حلاه بأسلوب بعنيك فاخر

كأنك لم تنظر نسيج معارف ... وأسرار زاهي حكمة وسرائر

بأطرف أسلوب وأطرف حلةوأشرف نسج باهجالحسن زاهر

لدى حضرة ألفاه أشرف صانع ... وأعرف أستاذ دعي عبد قادر

به شرف الأكوان قطب زمانه ... رداء مجده فيه طراز المفاخر

له قدم تسمو تعالى فخارها ... لها خضعت طوعاً رقاب الأكابر

وما نسج فتح من نفيس مواهب ... كنسج طباع من قريحة خاطر

وأين الثريا في علاها من الثرى ... وبل الندى في الفضل من وبل ماطر

كذا أين من باز العلى عاكف يرى ... على جيفة أو لاقط المتناثر

فما طائر تلقيه للماز صائداً ... وللماز تلقى صائداً كل طائر

وأين بعيد ألفار من ساكن الحمى ... نديم هوى في حضرة القدس حاضر

تسقى من إلىاح التي لم ريحها ... يرح ذاك، فضلاً عن شراب تداير

شريف معلى بل مولى على الورى ... وتصريفه قد عمهم غير قاصر

له في الوجود ألفاه والحكم نافذ ... خفير الورى في عصره غير خافر

لقد خفر الأكوان شرقاً ومغرباً ... وما في ضياء أخفرن أو دياجر

له الجن والأملاك والأنس كلهم ... يخافون لا شخص يرى غير حاذر

به اسأل، فإن ألفيت قولي مصدقاً ... وإلا أكذبن للمافعي في المحاضر

على روحه رضوان ربي مقدساً ... مدى الدهر زاكي النشر من غير آخر

وختمي لها حمدي لربي مصلما ... على المصطفى من قبل خلق العناصر

محمد الشامي على ذروة العلى ... غياث الورى عند الدواهي الذواعر

قلت: وأما اعتقاده فقد أخبرني - والله - من لا أشك في صدقه من أصحاب شيخ عصره وفريد دهره الشيخ نجم الدين الأصبهاني - قدس الله تعالى روحه - أنه قال: رجع آخراً عما كان يعتقده أولاً لما بلغه أن الفقيه الإمام ألفارع المشكور تقي الدين بن دقيق العيد المشهور تعجب من شذوذ الشيخ عبد ألفادر المذكور في اعتقاده عن موافقة الجمهور من المشايخ العارفين والعلماء المحققين في مسألة الجهة المعروفة. قلت: ومثل الشيخ نجم الدين المذكور إذا أخبر فعلى الخبير سقط المخبر، إذ هو من أهل الاطلاع ظاهراً وباطناً. أما ألفاطن فلأنه من أهل النور والكشف، وأما الظاهر فلقرب ألفار إذ كان العراق لهما موطناً، فهو الجامع - بين المعرفتين جميعاً مرتقياً في الولاية مقاماً

<<  <  ج: ص:  >  >>