للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا: وكانت العرب توقع وقعة العرب وأهل فارس في القادسية فيما بين العذيب إلى عدن أبين، وفيما بين الأبلة وأيلة، يرون أن ثبات ملكهم وزواله بها، وكانت في كل بلد مصيخة إليها، تنظر ما يكون من أمرها، حتى إن كان الرجل ليريد الأمر فيقول: لا أنظر فيه حتى أنظر ما يكون من أمر القادسية فلما كانت وقعة القادسية سارت بها الجن، فأتت بها ناسا من الإنس، فسبقت أخبار الإنس إليهم، قالوا: فبدرت امرأة ليلا على جبل بصنعاء، لا يدرى من هي؟ وهي تقول:

حييت عنا عكرم ابنة خالد ... وما خير زاد بالقليل المصرد

وحيتك عني الشمس عند طلوعها ... وحياك عني كل ناج مفرد

وحيتك عني عصبة نخعية ... حسان الوجوه آمنوا بمحمد

أقاموا لكسرى يضربون جنوده ... بكل رقيق الشفرتين مهند

إذا ثوب الداعي أناخوا بكلكل ... من الموت تسود الغياطل مجرد

وسمع أهل اليمامة مجتازا يغني بهذه الأبيات:

وجدنا الأكثرين بني تميم ... غداة الروع أصبرهم رجالا

هم ساروا بأرعن مكفهر ... إلى لجب فزرتهم رعالا

بحور للأكاسر من رجال ... كأسد الغاب تحسبهم جبالا

تركن لهم بقادس عز فخر ... وبالخيفين أياما طوالا

مقطعة أكفهم وسوق ... بمردى حيث قابلت الرجالا

<<  <  ج: ص:  >  >>