للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان أصلي، وأن الصيد يلهيني وخرج مُحَمَّد به وبهم إلى عمر حتى قدموا عليه، فأخبره الخبر، فقال: يا سعد، ويحك، كيف تصلي! فقال: أطيل الأوليين، وأحذف الأخريين، فقال: هكذا الظن بك! ثم قال: لولا الاحتياط لكان سبيلهم بينا ثم قال: من خليفتك يا سعد على الكوفه؟ قال: عبد الله ابن عبد اللَّه بن عتبان، فأقره واستعمله، فكان سبب نهاوند وبدء مشورتها وبعوثها في زمان سعد، وأما الوقعة ففي زمان عبد اللَّه.

قالوا: وكان من حديثهم أنهم نفروا لكتاب يزدجرد الملك، فتوافوا إلى نهاوند، فتوافى إليها من بين خراسان إلى حلوان، ومن بين الباب إلى حلوان، ومن بين سجستان إلى حلوان، فاجتمعت حلبة فارس والفهلوج أهل الجبال من بين الباب إلى حلوان ثلاثون ألف مقاتل، ومن بين خراسان إلى حلوان ستون ألف مقاتل، ومن بين سجستان إلى فارس وحلوان ستون ألف مقاتل، واجتمعوا على الفيرزان، وإليه كانوا توافوا وشاركهم موسى عن حمزة بْن المغيرة بْن شعبة، عن أبي طعمة الثقفي- وكان قد أدرك ذلك- قال: ثم إنهم قالوا: إن محمدا الذي جاء العرب بالدين لم يغرض غرضنا، ثم ملكهم أبو بكر من بعده فلم يغرض غرض فارس، إلا في غارة تعرض لهم فيها، وإلا فيما يلي بلادهم من السواد ثم ملك عمر من بعده، فطال ملكه وعرض، حتى تناولكم وانتقصكم السواد والأهواز، وأوطأها، ثم لم يرض حتى أتى أهل فارس والمملكة في عقر دارهم، وهو آتيكم إن لم تأتوه، فقد اخرب بيت مملكتكم، واقتحم بلاد ملككم، وليس بمنته حتى تخرجوا من في بلادكم من جنوده، وتقلعوا هذين المصرين، ثم تشغلوه في بلاده وقراره وتعاهدوا وتعاقدوا، وكتبوا بينهم على ذلك كتابا، وتمالئوا عليه.

وبلغ الخبر سعدا، وقد استخلف عبد اللَّه بْن عبد اللَّه بْن عتبان.

ولما شخص لقي عمر بالخبر مشافهة، وقد كان كتب إلى عمر بذلك، وقال:

إن أهل الكوفه يستأذنوك في الانسياح قبل أن يبادروهم الشدة- وقد كان عمر منعهم من الانسياح في الجبل

<<  <  ج: ص:  >  >>