للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الخبر المبين أن يعوه ... وما تغني النصيحة والشفاء

فنفسي وابنتاي وأم ولدي ... لنفس نبينا هود فداء

أتانا والقلوب مصمدات ... على ظلم، وقد ذهب الضياء

لنا صنم يقال له صمود ... يقابله صداء والهباء

فأبصره الذين له أنابوا ... وأدرك من يكذبه الشقاء

فإني سوف ألحق آل هود ... وإخوته إذا جن المساء

وقيل: إن رئيسهم وكبيرهم في ذلك الزمان الخلجان.

حَدَّثَنِي العباس بن الوليد، قال: حَدَّثَنَا أبي، عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، قال: لما خرجت الريح على عاد من الوادي، قال سبعة رهط منهم، أحدهم الخلجان: تعالوا حتى نقوم على شفير الوادي فنردها، فجعلت الريح تدخل تحت الواحد منهم فتحمله، ثم ترمي به فتندق عنقه، فتتركهم كما قال الله عز وجل: «صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» حتى لم يبق منهم إلا الخلجان، فمال إلى الجبل، فأخذ بجانب منه، فهزه فاهتز في يده، ثم أنشأ يقول:

لم يبق الا الخلجان نفسه ... نالك من يوم دهاني أمسه

بثابت الوطء شديد وطسه ... لو لم يجئني جئته أجسه

فقال له هود: ويحك يا خلجان! أسلم تسلم، فقال له: وما لي عند ربك إن أسلمت؟ قال: الجنة، قال: فما هؤلاء الذين أراهم في هذا السحاب كأنهم البخت، قال هود: تلك ملائكة ربي، قال: فإن أسلمت أيعيذني ربك منهم؟ قال: ويلك! هل رأيت ملكا يعيذ من جنده! قال: لو فعل ما رضيت، قال: ثم جاءت الريح فألحقته بأصحابه، أو كلاما هذا معناه قال أبو جعفر: فأهلك الله الخلجان، وأفنى عادا خلا من بقي

<<  <  ج: ص:  >  >>