للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: وَقَدْ تكلم عُثْمَان برجوع المصريين، وذكر أَنَّهُمْ جاءوا لأمر، فبلغهم غيره فانصرفوا، فأردت أن آتيه فأعنفه بهما، ثُمَّ سكت فإذا قائل يقول:

قَدْ قدم الْمِصْرِيُّونَ وهم بالسويداء، قَالَ: قلت: أحق مَا تقول؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فأرسل إلي عُثْمَان.

قَالَ: وإذا الخبر قَدْ جاءه، وَقَدْ نزل القوم من ساعتهم ذا خشب، فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، هَؤُلاءِ القوم قَدْ رجعوا، فما الرأي فِيهِمْ؟

قَالَ: قلت: وَاللَّهِ مَا أدري، إلا أني أظن أَنَّهُمْ لم يرجعوا لخير قَالَ: فارجع إِلَيْهِم فارددهم، قَالَ: قلت: لا وَاللَّهِ مَا أنا بفاعل، قَالَ: ولم؟ قَالَ: لأني ضمنت لَهُمْ أمورا تنزع عنها فلم تنزع عن حرف واحد منها قَالَ: فَقَالَ:

اللَّه المستعان.

قَالَ: وخرجت وقدم القوم وحلوا بالأسواف، وحصروا عُثْمَان.

قَالَ: وجاءني عبد الرَّحْمَن بن عديس وَمَعَهُ سودان بن حمران وصاحباه، فَقَالُوا: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، ألم تعلم أنك كلمتنا ورددتنا وزعمت أن صاحبنا نازع عما نكره؟ فقلت: بلى، قَالَ: فإذا هم يخرجون إلي صحيفة صغيرة.

قَالَ: وإذا قصبة من رصاص، فإذا هم يقولون: وجدنا جملا من إبل الصدقة عَلَيْهِ غلام عُثْمَان، فأخذنا متاعه ففتشناه، فوجدنا فِيهِ هَذَا الكتاب، فإذا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَّا بَعْدُ، فإذا قدم عليك عبد الرحمن ابن عديس فاجلده مائة جلدة، واحلق رأسه ولحيته، وأطل حبسه حَتَّى يأتيك أمري، وعمرو بن الحمق فافعل بِهِ مثل ذَلِكَ، وسودان بن حمران مثل ذَلِكَ، وعروة بن النباع اللَّيْثِيّ مثل ذَلِكَ قَالَ: فقلت: وما يدريكم أن عُثْمَان كتب بهذا؟ قَالُوا: فيفتات مَرْوَان عَلَى عُثْمَانَ بهذا! فهذا شر، فيخرج نفسه من هَذَا الأمر ثُمَّ قَالُوا: انطلق معنا إِلَيْهِ، فقد كلمنا عَلِيًّا، ووعدنا أن يكلمه إذا صلى الظهر وجئنا سعد بن أَبِي وَقَّاص، فَقَالَ: لا أدخل فِي أمركم وجئنا سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نفيل فَقَالَ مثل هَذَا، فَقَالَ مُحَمَّد: فأين وعدكم علي؟ قَالُوا: وعدنا إذا صلى الظهر أن يدخل عَلَيْهِ.

قَالَ مُحَمَّدٌ: فصليت مع علي، قَالَ: ثُمَّ دخلت أنا وعلي عَلَيْهِ، فقلنا:

<<  <  ج: ص:  >  >>