للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ بَيْنَهُما» ! فكيف بامه محمد ص! فَقَالَتِ الخوارج:

قلنا: أما مَا جعل حكمه إلى الناس، وأمر بالنظر فِيهِ والإصلاح لَهُ فهو إِلَيْهِم كما أمر بِهِ، وما حكم فأمضاه فليس للعباد أن ينظروا فِيهِ، حكم فِي الزاني مائة جلدة، وفي السارق بقطع يده، فليس للعباد أن ينظروا فِي هَذَا قَالَ ابن عَبَّاس: فإن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يقول: «يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ» ، فقالوا: أو تجعل الحكم فِي الصيد، والحدث يكون بين المرأة وزوجها كالحكم فِي دماء الْمُسْلِمِينَ! وقالت الخوارج: قلنا لَهُ: فهذه الآية بيننا وبينك، أعدل عندك ابن العاص وَهُوَ بالأمس يقاتلنا ويسفك دماءنا! فإن كَانَ عدلا فلسنا بعدول ونحن أهل حربه وَقَدْ حكمتم فِي أمر اللَّه الرجال، وَقَدْ أمضى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ حكمه فِي مُعَاوِيَة وحزبه أن يقتلوا أو يرجعوا، وقبل ذَلِكَ مَا دعوناهم إِلَى كتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فأبوه، ثُمَّ كتبتم بينكم وبينه كتابا، وجعلتم بينكم وبينه الموادعة والاستفاضة، وَقَدْ قطع عَزَّ وَجَلَّ الاستفاضة والموادعة بين الْمُسْلِمِينَ وأهل الحرب منذ نزلت بَراءَةٌ، إلا من أقر بالجزية.

وبعث علي زياد بن النضر إِلَيْهِم فَقَالَ: انظر بأي رءوسهم هم أشد إطافة، فنظر فأخبره أنه لم يرهم عِنْدَ رجل أكثر مِنْهُمْ عِنْدَ يَزِيد بن قيس فخرج علي فِي الناس حَتَّى دخل إِلَيْهِم، فأتى فسطاط يَزِيد بن قيس، فدخله فتوضأ فِيهِ وصلى ركعتين، وأمره عَلَى إصبهان والري، [ثُمَّ خرج حَتَّى انتهى إِلَيْهِم وهم يخاصمون ابن عَبَّاس، فَقَالَ: انته عن كلامهم، ألم أنهك رحمك اللَّه! ثُمَّ تكلم فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وأثنى عَلَيْهِ ثُمَّ قال: اللهم ان هذا مقام من افلج فيه كان اولى بالفلج يوم الْقِيَامَة، ومن نطق فِيهِ وأوعث فهو فِي الآخرة أعمى وأضل سبيلا ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: من زعيمكم؟ قَالُوا: ابن الكواء.

قَالَ علي: فما أخرجكم علينا؟ قَالُوا: حكومتكم يوم صفين قَالَ:

أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، أتعلمون أَنَّهُمْ حَيْثُ رفعوا المصاحف فقلتم: نجيبهم إِلَى كتاب اللَّه قلت لكم: إني أعلم بالقوم مِنْكُمْ، إِنَّهُمْ ليسوا بأَصْحَاب دين

<<  <  ج: ص:  >  >>