فلاقوا بعين الوردة الجيش فاصلا ... إِلَيْهِم فحسوهم ببيض قواضب
يمانيه تذرى الأكف وتارة ... بخيل عتاق مقربات سلاهب
فجاءهمُ جمع من الشام بعده ... جموع كموج البحر من كل جانب
فما برحوا حَتَّى أبيدت سراتهم ... فلم ينج مِنْهُمْ ثَمَّ غير عصائب
وغودر أهل الصبر صرعى فأصبحوا ... تعاورهم ريح الصبا والجنائب
فاضحى الخزاعي الرئيس مجدلا ... كأن لم يقاتل مرة ويحارب
وراس بنى شمخ وفارس قومه ... شنوءه والتيمي هادي الكتائب
وعمرو بن بشر والوليد وخالد ... وزَيْد بن بكر والحليس بن غالب
وضارب من همدان كل مشيع ... إذا شد لم ينكل كريم المكاسب
ومن كل قوم قَدْ أصيب زعيمهم ... وذو حسب فِي ذروة المجد ثاقب
أبوا غير ضرب يفلق الهام وقعه ... وطعن بأطراف الأسنة صائب
وإن سعيدا يوم يدمر عامرا ... لأشجع من ليث بدرنى مواثب
فيا خير جيش للعراق وأهله ... سقيتم روايا كل أسحم ساكب
فلا يبعدَنْ فرساننا وحماتنا ... إذا البيض أبدت عن خدام الكواعب
فإن يقتلوا فالقتل أكرم ميتة ... وكل فتى يَوْمًا لإحدى الشواعب
وما قتلوا حَتَّى أثاروا عصابة ... محلين ثورا كالليوث الضوارب
وقتل سُلَيْمَان بن صرد ومن قتل مَعَهُ بعين الوردة من التوابين في شهر ربيع الآخر