فلو كنتمُ مثل الحريش صبرتمُ ... وكنتم بقصر الملح خير فوارس
إذا لسقيتم بالعوالي ابن خازم ... سجال دم يورثن طول وساوس
قَالَ: وَكَانَ الأشعث بن ذؤيب أخو زهير بن ذؤيب العدوي قتل فِي تِلَكَ الحرب، فَقَالَ لَهُ أخوه زهير وبه رمق: من قتلك؟ قَالَ: لا أدري، طعنني رجل عَلَى برذون أصفر، قَالَ: فكان زهير لا يرى أحدا عَلَى برذون أصفر إلا حمل عَلَيْهِ، فمنهم من يقتله، ومنهم من يهرب، فتحامى أهل العسكر البراذين الصفر، فكانت مخلاة فِي العسكر لا يركبها أحد وَقَالَ الحريش فِي قتاله ابن خازم:
أزال عظم يميني عن مركبه ... حمل الرديني فِي الإدلاج والسحر
حولين مَا اغتمضت عيني بمنزلة ... إلا وكفي وساد لي عَلَى حجر
بزي الحديد وسربالي إذا هجعت ... عنى العيون محال القارح الذكر
تم الجزء الخامس من تاريخ الطبرى ويليه الجزء السادس، واوله: ذكر حوادث سنه ست وستين.