للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في عصابة من أصحابه، نادى: يا لثأرات الحسين! يا منصور أمت! يايها الحي المهتدون، ألا إن أمير آل مُحَمَّد ووزيرهم قد خرج فنزل دير هند، وبعثني إليكم داعيا ومبشرا، فاخرجوا إليه يرحمكم الله! قال:

فخرجوا من الدور يتداعون: يا لثأرات الحسين! ثم ضاربوا كعب بن أبي كعب حتى خلى لهم الطريق، فأقبلوا إلى المختار حتى نزلوا معه في عسكره، وخرج عبد الله بن قراد الخثعمي في جماعة من خثعم نحو المائتين حتى لحق بالمختار، فنزلوا معه في عسكره، وقد كان عرض له كعب بن أبي كعب فصافه، فلما عرفهم ورأى أنهم قومه خلى عنهم ولم يقاتلهم.

وخرجت شبام من آخر ليلتهم فاجتمعوا إلى جبانة مراد، فلما بلغ ذلك عبد الرحمن بن سعيد بن قيس بعث إليهم: إن كنتم تريدون اللحاق بالمختار فلا تمروا على جبانة السبيع، فلحقوا بالمختار، فتوافى إلى المختار ثلاثة آلاف وثمانمائه من اثني عشر ألفا كانوا بايعوه، فاستجمعوا له قبل انفجار الفجر، فأصبح قد فرغ من تعبيته.

قال أبو مخنف: فحدثني الوالبي قال: خرجت أنا وحميد بن مسلم، والنعمان بن أبي الجعد إلى المختار ليلة خرج، فأتيناه في داره وخرجنا معه إلى معسكره، قال: فو الله ما انفجر الفجر حتى فرغ من تعبيته، فلما ٢ أصبح استقدم، فصلى بنا الغداة بغلس، ثم قرأ وَالنَّازِعاتِ وعَبَسَ وَتَوَلَّى، قال: فما سمعنا إماما أمّ قوما أفصح لهجة منه.

قَالَ أَبُو مخنف: حَدَّثَنِي حصيرة بن عَبْدِ الله، أن ابن مطيع بعث إلى أهل الجبابين، فأمرهم أن ينضموا إلى المسجد، وقال لراشد بن إياس بن مضارب: ناد في الناس فليأتوا المسجد، فنادى المنادي: ألا برئت الذمة من رجل لم يحضر المسجد الليلة! فتوافى الناس في المسجد، فلما اجتمعوا بعث ابن مطيع شبث بن ربعي في نحو من ثلاثة آلاف إلى المختار، وبعث راشد بن إياس في أربعة آلاف من الشرط.

قال أبو مخنف: فحدثني أبو الصلت التيمي عن أبي سعيد الصيقل

<<  <  ج: ص:  >  >>