للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعث ابن مطيع يزيد بن الحارث بن رؤيم في ألفين من قبل سكة لحام جرير، فوقفوا في أفواه تلك السكك، وولى المختار يزيد بن أنس خيله، وخرج هو في الرجالة.

قال أبو مخنف: فحدثني الحارث بن كعب الوالبي، والبة الأزد، قال:

حملت علينا خيل شبث بن ربعي حملتين، فما يزول منا رجل من مكانه، فقال يزيد بن أنس لنا: يا معشر الشيعة، قد كنتم تقتلون وتقطع أيديكم وأرجلكم، وتسمل أعينكم، وترفعون على جذوع النخل في حب أهل بيت نبيكم، وأنتم مقيمون في بيوتكم، وطاعة عدوكم، فما ظنكم بهؤلاء القوم إن ظهروا عليكم اليوم! إذا والله لا يدعون منكم عينا تطرف، وليقتلنكم صبرا، ولترون منهم في أولادكم وأزواجكم وأموالكم ما الموت خير منه، والله لا ينجيكم منهم إلا الصدق والصبر، والطعن الصائب في أعينهم، والضرب الدراك على هامهم فتيسروا للشدة، وتهيئوا للحملة، فإذا حركت رايتي مرتين فاحملوا قال الحارث: فتهيأنا وتيسرنا، وجثونا على الركب، وانتظرنا أمره.

قَالَ أَبُو مخنف: وَحَدَّثَنِي فضيل بن خديج الكندي أن إبراهيم بن الأشتر كان حين توجه الى راشد بن اياس، مضى حتى لقمه في مراد، فإذا معه أربعة آلاف، فقال ابراهيم لأصحابه: لا يهولنكم كثره هؤلاء، فو الله لرب رجل خير من عشرة، ولرب فئة قليلة قد غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصابرين، ثم قال يا خزيمة بن نصر، سر إليهم في الخيل، ونزل هو يمشي في الرجال، ورايته مع مزاحم بن طفيل، فأخذ إبراهيم يقول له: ازدلف برايتك، امض بها قد ما قد ما واقتتل الناس، فاشتد قتالهم، وبصر خزيمة بن نصر العبسي براشد بن إياس، فحمل عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>