قال شبث: الرأي أن تأخذ لنفسك من هذا الرجل أمانا ولنا، وتخرج ولا تهلك نفسك ومن معك قال ابن مطيع: والله إني لأكره أن آخذ منه أمانا والأمور مستقيمة لأمير المؤمنين بالحجاز كله وبأرض البصرة، قال:
فتخرج لا يشعر بك أحد حتى تنزل منزلا بالكوفة عند من تستنصحه وتثق به، ولا يعلم بمكانك حتى تخرج فتلحق بصاحبك، فقال لأسماء بن خارجة وعبد الرحمن بن مخنف وعبد الرحمن بن سعيد بن قيس وأشراف أهل الكوفة:
ما ترون في هذا الرأي الذي أشار به علي شبث؟ فقالوا: ما نرى الرأي إلا ما أشار به عليك، قال: فرويدا حتى أمسي قال أبو مخنف: فحدثني أبو المغلس الليثي، أن عبد الله بن عبد الله الليثي أشرف على أصحاب المختار من القصر من العشي يشتمهم، وينتحي له مالك بن عمرو أبو نمران النهدي بسهم، فيمر بحلقه، فقطع جلدة من حلقه فمال فوقع، قال: ثم إنه قام وبرأ بعد، وقال النهدي حين أصابه: خذها من مالك، من فاعل كذا.
قال أبو مخنف: وحدثني النضر بن صالح، عن حسان بن فائد بن بكير، قال: لما أمسينا في القصر في اليوم الثالث، دعانا ابن مطيع، فذكر الله بما هو أهله، وصلى عَلَى نبيه صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: أما بعد، فقد علمت الذين صنعوا هذا منكم من هم، وقد علمت أنما هم أراذلكم وسفهاؤكم وطغامكم وأخساؤكم، ما عدا الرجل أو الرجلين، وأن أشرافكم وأهل الفضل منكم لم يزالوا سامعين مطيعين مناصحين، وأنا مبلغ ذلك صاحبي، ومعلمه طاعتكم وجهادكم عدوه، حتى كان الله الغالب على أمره، وقد كان من رأيكم وما أشرتم به علي ما قد علمتم، وقد رأيت أن أخرج الساعة فقال له شبث: جزاك الله من أمير خيرا! فقد والله عففت عن أموالنا، وأكرمت أشرافنا، ونصحت لصاحبك، وقضيت الذي عليك، والله ما كنا لنفارقك أبدا إلا ونحن منك في إذن، فقال: جزاكم الله خيرا، أخذ امرؤ حيث أحب، ثم خرج من نحو دروب الروميين حتى أتى دار أبي موسى، وخلى القصر، وفتح اصحابه