للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد كذب رسل من قبلي، ولست أنا خيرا منهم فقال: هذا منا أو منكم! وَقَالَ هِشَام بن مُحَمَّدٍ عن أبي مخنف، قال: حدثني منيع بن العلاء السعدي أن مسكين بن عَامِر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عدس كان فيمن قاتل المختار، فلما هزم الناس لحق بأذربيجان بمُحَمَّد بن عمير بن عطارد، وقال:

عجبت دختنوس لما رأتني ... قد علاني من المشيب خمار

فأهلت بصوتها وأرنت ... لا تهالي قد شاب مني العذار

إن تريني قد بان غرب شبابي ... وأتى دون مولدي أعصار

فابن عامين وابن خمسين عاما ... أي دهر إلا له أدهار!

ليت سيفي لها وجوبتها لي ... يوم قالت ألا كريم يغار!

ليتنا قبل ذلك اليوم متنا ... أو فعلنا ما تفعل الأحرار

فعل قوم تقاذف الخير عنهم ... لم نقاتل وقاتل العيزار

وتوليت عنهم وأصيبوا ... ونفاني عنهم شنار وعار

لهف نفسي على شهاب قريش ... يوم يؤتى برأسه المختار!

وقال المتوكل:

قتلوا حسينا ثم هم ينعونه ... إن الزمان بأهله أطوار

لا تبعدن بالطف قتلى ضيعت ... وسقى مساكن هامها الأمطار

ما شرطة الدجال تحت لوائه ... بأضل ممن غره المختار

أبني قسي أوثقوا دجالكم ... يجل الغبار وأنتم أحرار

لو كان علم الغيب عند أخيكمُ ... لتوطأت لكم به الأحبار

ولكان أمرا بينا فيما مضى ... تأتي به الأنباء والاخبار

<<  <  ج: ص:  >  >>