جسده، فأخرجه أهل القرية من القرية إلى كناسة خارج القرية لا يقربه أحد إلا زوجته وقد ذكرت اختلاف الناس في اسمها ونسبها قبل ثم رجع الحديث إلى حديث وهب بن منبه:
وكانت زوجته تختلف إليه بما يصلحه وتلزمه، وكان قد اتبعه ثلاثة نفر على دينه، فلما رأوا ما نزل به من البلاء رفضوه واتهموه من غير أن يتركوا دينه، يقال لأحدهم بلدد، وللآخر اليفز وللثالث صافر فانطلقوا إليه وهو في بلائه فبكتوه، فلما سمع أيوب ع كلامهم أقبل على ربه يستغيثه ويتضرع إليه، فرحمه ربه ورفع عنه البلاء، ورد عليه أهله وماله ومثلهم معهم، وقال له:«ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ» ، فاغتسل به فعاد كهيئته قبل البلاء في الحسن والجمال.
فحدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حَدَّثَنَا فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن، قال: لقد مكث أيوب ع مطروحا على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا، ما يسأل الله عز وجل أن يكشف ما به، قال: فما على وجه الأرض أكرم على الله من أيوب، فيزعمون أن بعض الناس قال: لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا! فعند ذلك دعا.
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ علية، عن يونس، عن الحسن، قال: بقي أيوب ع على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا اختلف فيها الرواة.
فهذه جملة من خبر أيوب ص، وإنما قدمنا ذكر خبره وقصته قبل خبر يوسف وقصته لما ذكر من أمره، وأنه كان نبيا في عهد يعقوب أبي يوسف ع.
وذكر أن عمر أيوب كان ثلاثا وتسعين سنة، وأنه أوصى عند موته إلى