للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له: إنما أخذ الرجل طريق الشام، وهذه الخيل حسرى في الطريق، وقد أتى من رآهم موجهين في البر، فبعث إلى الوليد يعلمه ذلك، ومضى يزيد حتى قدم فلسطين، فنزل على وهيب بن عبد الرحمن الأزدي- وكان كريما على سُلَيْمَان- وأنزل بعض ثقله وأهله على سفيان بن سُلَيْمَان الأزدي، وجاء وهيب بن عبد الرحمن حتى دخل على سُلَيْمَان، فقال: هذا يزيد بن المهلب، وإخوته في منزلي، وقد أتوك هرابا من الحجاج متعوذين بك، قال: فأتني بهم فهم آمنون لا يوصل إليهم أبدا وأنا حي فجاء بهم حتى أدخلهم عليه، فكانوا في مكان آمن، وقال الكلبي دليلهم في مسيرهم:

ألا جعل الله الأخلاء كلهم ... فداء على ما كان لابن المهلب

لنعم الفتى يا معشر الأزد أسعفت ... ركابكمُ بالوهب شرقي منقب

عدلن يمينا عنهمُ رمل عالج ... وذات يمين القوم أعلام غرب

فإلا تصبح بعد خمس ركابنا ... سُلَيْمَان من أهل اللوى تتأوب

تقر قرار الشمس مما وراءنا ... وتذهب في داج من الليل غيهب

بقوم همُ كانوا الملوك هديتهم ... بظلماء لم يبصر بها ضوء كوكب

ولا قمر إلا ضئيلا كأنه ... سوار حناه صائغ السور مذهب

قال هشام: فأخبرني الحسن بن ابان العليمي، قال: بينا عبد الجبار ابن يزيد بن الربعة يسري بهم فسقطت عمامة يزيد، ففقدها فقال:

يا عبد الجبار، ارجع فاطلبها لنا، قال: إن مثلي لا يؤمر بهذا، فأعاد، فأبى، فتناوله بالسوط، فانتسب له، فاستحيا منه، فذلك قوله:

ألا جعل الله الأخلاء كلهم ... فداء على ما كان لابن المهلب

<<  <  ج: ص:  >  >>