ومن كان يخالفه فقتلهم، واصطفى أموالهم فبعث بها إلى قتيبة، ودخل قتيبة مدينة فيل، فقبل من خوارزم شاه ما صالحه عليه، ثم رجع الى هزار سب وقال كعب الأشقري:
رمتك فيل بما فيها وما ظلمت ... ورامها قبلك الفجفاجة الصلف
لا يجزى الثغر خوار القناة ولا ... هش المكاسر والقلب الذي يجف
هل تذكرون ليالي الترك تقتلهم ... ما دون كازة والفجفاج ملتحف
لم يركبوا الخيل إلا بعد ما كبروا ... فهم ثقال على أكتافها عنف
أنتم شباس ومرداذان محتقر ... وبسخراء قبور حشوها القلف
إني رأيت أبا حفص تفضله ... أيامه ومساعي الناس تختلف
قيس صريح وبعض الناس يجمعهم ... قرى وريف فمنسوب ومقترف
لو كنت طاوعت أهل العجز ما اقتسموا ... سبعين ألفا وعز السغد مؤتنف
وفي سمرقند أخرى أنت قاسمها ... لئن تأخر عن حوبائك التلف
ما قدم الناس من خير سبقت به ... ولا يفوتك مما خلفوا شرف
قال: انشدنى على بن مجاهد:
رمتك فيل بما دون كاز.
قال: وكذلك قال الحسن بن رشيد الجوزجاني، وأما غيرهما فقال:
رمتك فيل بما فيها.
وقالوا: فيل مدينة سمرقند، قال: وأثبتها عندي قول علي بن مجاهد.
قال: وقال الباهليون: أصاب قتيبة من خوارزم مائة ألف رأس قال:
وكان خاصة قتيبة كلموه سنة ثلاث وتسعين وقالوا: الناس كانون قدموا