رأوا عبد العزيز ولي عهد ... وما ظلموا بذاك ولا أساءوا
فماذا تنظرون بها وفيكم ... جسور بالعظائم واعتلاء!
فزحلفها بأزملها إليه ... أمير المؤمنين إذا تشاء
فإن الناس قد مدوا إليه ... أكفهمُ وقد برح الخفاء
ولو قد بايعوك ولى عهد ... لقام الوزن واعتدل البناء
فبايعه على خلع سُلَيْمَان الحجاج بن يوسف وقتيبة، ثم هلك الوليد وقام سُلَيْمَان بن عبد الملك، فخافه قتيبة.
قال علي بن مُحَمَّد: أخبرنا بشر بن عيسى والحسن بن رشيد وكليب ابن خلف، عن طفيل بن مرداس، وجبلة بن فروخ، عن مُحَمَّد بن عزيز الكندي، وجبلة بن ابى رواد ومسلمة بن محارب، عن السكن بن قتادة، أن قتيبة لما أتاه موت الوليد بن عبد الملك وقيام سُلَيْمَان، أشفق من سُلَيْمَان لأنه كان يسعى في بيعة عبد العزيز بن الوليد مع الحجاج، وخاف أن يولي سُلَيْمَان يزيد بن المهلب خراسان، قال: فكتب إليه كتابا يهنئه بالخلافة، ويعزيه على الوليد، ويعلمه بلاءه وطاعته لعبد الملك والوليد، وأنه له على مثل ما كان لهما عليه من الطاعة والنصيحة إن لم يعزله عن خراسان وكتب إليه كتابا آخر يعلمه فيه فتوحه ونكايته وعظم قدره عند ملوك العجم وهيبته في صدورهم وعظم صوته فيهم، ويذم المهلب وآل المهلب، ويحلف بالله لئن استعمل يزيد على خراسان ليخلعنه.
وكتب كتابا ثالثا فيه خلعه، وبعث بالكتب الثلاثة مع رجل من باهلة، وقال له: ادفع إليه هذا الكتاب، فإن كان يزيد بن المهلب حاضرا، فقرأه ثم ألقاه إليه فادفع إليه هذا الكتاب، فإن قرأه وألقاه إلى يزيد فادفع إليه هذا الكتاب، فإن قرأ الأول ولم يدفعه إلى يزيد فاحتبس الكتابين الآخرين