منهم أحداث بعث بهم إلى يزيد بن عبد الملك، فقدم بهم عليه، فضرب رقابهم، فقال ثابت قطنة حين بلغه قتل يزيد بن المهلب يرثيه:
ألا يا هند طال علي ليلي ... وعاد قصيره ليلا تماما
كأني حين حلقت الثريا ... سقيت لعاب أسود أو سماما
أمر علي حلو العيش يوم ... من الأيام شيبني غلاما
مصاب بني أبيك وغبت عنهم ... فلم أشهدهمُ ومضوا كراما
فلا والله لا أنسى يزيدا ... ولا القتلى التي قتلت حراما
فعلي أن أبو بأخيك يوما ... يزيدا أو أبوء به هشاما
وعلي أن أقود الخيل شعثا ... شوازب ضمرا تقص الإكاما
فأصبحهن حمير من قريب ... وعكا أو أرع بهما جذاما
ونسقي مذحجا والحي كلبا ... من الذيفان أنفاسا قواما
عشائرنا التي تبغي علينا ... تجربنا زكا عاما فعاما
ولولاهم وما جلبوا علينا ... لأصبح وسطنا ملكا هماما
وقال أيضا يرثي يزيد بن المهلب:
أبى طول هذا الليل أن يتصرما ... وهاج لك الهم الفؤاد المتيما
أرقت ولم تأرق معي أم خالد ... وقد أرقت عيناي حولا مجرما
على هالك هد العشيرة فقده ... دعته المنايا فاستجاب وَسَلَّمَا
على ملك يا صاح بالعقر جبنت ... كتائبه واستورد الموت معلما