تكون للمرء أطوارا فتمنحه ... يوما عثارا وطورا تمنح اللينا
بينا الفتى في نعيم العيش حوله ... دهر فأمسى به عن ذاك مزبونا
تحلو له مرة حتى يسر بها ... حينا وتمقره طعما أحايينا
هل غابر من بقايا الدهر تنظره ... إلا كما قد مضى فيما تقضونا
فامنح جهادك من لم يرج آخره ... وكن عدوا لقوم لا يصلونا
واقتل مواليهم منا وناصرهم ... حينا تكفرهم والعنهم حينا
والعائبين علينا ديننا وهم ... شر العباد إذا خابرتهم دينا
والقائلين سبيل الله بغيتنا ... لبعد ما نكبوا عما يقولونا
فاقتلهم غضبا لله منتصرا ... منهم به ودع المرتاب مفتونا
إرجاؤكم لزَّكم والشرك في قرن ... فأنتم أهل إشراك ومرجونا
لا يبعد الله في الأجداث غيركم ... إذ كان دينكم بالشرك مقرونا
ألقى به الله رعبا في نحوركم ... والله يقضي لنا الحسنى ويعلينا
كيما نكون الموالي عند خائفة ... عما تروم به الإسلام والدينا
وهل تعيبون منا كاذبين به ... غال ومهتضم، حسبي الذي فينا
يأبى الذي كان يبلي الله أولكم ... على النفاق وما قد كان يبلينا
قال: ثم عاد الحارث لمحاربة عاصم، فلما بلغ عاصما أن أسد بْن عبد الله قد أقبل، وأنه قد سير على مقدمته محمد بْن مالك الهمداني، وأنه قد نزل الدندانقان، صالح الحارث، وكتب بينه وبينه كتابا على أن ينزل الحارث أي كور خراسان شاء، وعلى أن يكتبا جميعا إلى هشام، يسألانه كتاب الله وسنة نبيه، فإن أبى اجتمعا جميعا عليه فختم على الكتاب بعض الرؤساء، وابى يحيى