للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكرت تسبل دمعا ... إن رأت وشك براحي

وتبدلت صقيلا ... يمنيا بوشاحي

وتماديت بسير ... لغدو ورواح

زعمت جهلا بأني ... تعب غير مراح

أقصري عني فإني ... سالك قصد فلاحي

أنا للمأمون عبد ... منه في ظل جناح

إن يعاف الله يوما ... فقريب مستراحي

أو يكن هلك فقولي ... بعويل وصياح:

حل في مصر قتيل ... ودعي عنك التلاحي

وذكر عن عبد الله بْن أحمد بْن يوسف أن أباه كتب إلى عبد الله بْن طاهر عند خروج عبيد الله بْن السري إليه يهنئه بذلك الفتح:

بلغني أعز الله الأمير ما فتح الله عليك، وخروج ابن السري إليك، فالحمد لله الناصر لدينه، المعز لدولة خليفته على عباده، المذل لمن عند عنه وعن حقه، ورغب عن طاعته ونسأل الله أن يظاهر له النعم، ويفتح له بلدان الشرك، والحمد لله على ما وليك به مذ ظعنت لوجهك، فإنا ومن قبلنا نتذاكر سيرتك في حربك وسلمك، ونكثر التعجب لما وفقت له من الشدة والليان في مواضعهما، ولا نعلم سائس جند ورعية عدل بينهم عدلك، ولا عفا بعد القدرة عمن آسفه وأضغنه عفوك، ولقل ما رأينا ابن شرف لم يلق بيده متكلا على ما قدمت له أبوته، ومن أوتي حظا وكفاية وسلطانا وولاية لم يخلد إلى ما عفا حتى يخل بمساماة ما أمامه ثم لا نعلم سائسا استحق النجح لحسن السيرة وكف معرة الاتباع استحقاقك وما يستجيز أحد ممن قبلنا أن يقدم عليك أحدا يهوى عند الحاقة والنازلة المعضلة

<<  <  ج: ص:  >  >>