فآتيك بالمال، فأطلقه، فذهب ولم يعد إليه، فلما أبطأ عليه أمر بانتهاب القرية فانتهبت.
قال ريحان- فيما ذكر عنه: فلقد رأيت صاحب الزنج يومئذ ينتهب معنا، ولقد وقعت يدي ويده على جبة صوف مضربة، فصار بعضها في يده وبعضها في يدي، وجعل يجاذبني عليها حتى تركتها له ثم سار حتى صار إلى مسلحة الزينبي على شاطئ القندل في غربي النهر، فثبت له القوم الذين كانوا في المسلحة، وهم يرون أنهم يطيقونه، فعجزوا عنه، فقتلوا أجمعين، وكانوا زهاء مائتين، وبات ليلته في القصر، ثم غدا في وقت المد قاصدا إلى سبخة القندل، واكتنف أصحابه حافتي النهر، حتى وافوا منذران، فدخل أصحابه القرية فانتهبوها، ووجدوا فيها جمعا من الزنج، فأتوه بهم، ففرقهم على قواده، ثم صار إلى مؤخر القندل، فأدخل السفن النهر المعروف بالحسني النافذ إلى النهر المعروف بالصالحى، وهو نهر يؤدى الى دبا، فأقام بسبخة هناك.
فذكر عن بعض أصحابه انه قال: هاهنا قود القواد، وأنكر أن يكون قود قبل ذلك وتفرق أصحابه في الأنهار حتى صاروا إلى مربعة دبا، فوجدوا رجلا من التمارين من أهل كلاء البصرة، يقال له محمد بن جعفر المريدي، فأتوه به، فسلم عليه وعرفه، وسأله عن البلالية، فقال: إنما أتيتك برسالتهم، فلقيني السودان، فأتوك بي، وهم يسألونك شروطا إذا أعطيتهم إياها سمعوا لك وأطاعوا، فأعطاه ما سأل لهم، وضمن القيام له بأمرهم، حتى يصيروا في حيزه، ثم خلى سبيله، ووجه معه من صيره إلى الفياض، ورجع عنه، فأقام أربعة أيام ينتظره، فلم يأته، فسار في اليوم الخامس وقد سرح السفن التي كانت معه في النهر، وأخذ هو على الظهر فيما بين نهر يقال له الداورداني والنهر المعروف بالحسني والنهر المعروف بالصالحي، فلم يتعد حتى رأى خيلا مقبلة من نحو نهر الأمير زهاء ستمائه فارس، فأسرع أصحابه