لو فعلت! قَالَ: فمن ترون؟ قَالُوا: فلان، قَالَ: بل الرجل الذي أخبرني بما أخبرني، فدعا بختنصر، فأرسله وانتخب معه أربعة آلاف من فرسانهم، فانطلقوا فجاسوا خلال الديار، فسبوا ما شاء الله ولم يخربوا ولم يقتلوا، ورمي في جنازة صيحون، قَالُوا: استخلفوا رجلا، قَالُوا: على رسلكم حتى يأتي أصحابكم، فإنهم فرسانكم، أن ينغصوا عليكم شيئا! فأمهلوا حتى جاء بختنصر بالسبي وما معه، فقسمه في الناس فقالوا: ما رأينا أحدا أحق بالملك من هذا! فملكوه.
وقال آخرون منهم: إنما كان خروج بختنصر إلى بني إسرائيل لحربهم حين قتلت بنو إسرائيل يحيى بن زكرياء.
ذكر بعض من قَالَ ذلك منهم:
حَدَّثَنِي موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، في الحديث الذي ذكرنا إسناده قبل: أن بختنصر بعثه صيحائين لحرب بني إسرائيل حين قتل ملكهم يحيى بن زكرياء ع، وبلغ صيحائين قَتَلَهُ.
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ- فيما بلغني: استخلف الله عز وجل على بني إسرائيل بعد شعيا رجلا منهم يقال له ياشيه بن اموص، فبعث الله لهم الخضر نبيا، واسم الخضر- فيما كان وهب بن منبه يزعم عن بني إسرائيل- إرميا بن حلقيا، وكان من سبط هارون.
وأما وهب بن منبه فإنه قَالَ فيه ما حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سهل بن عسكر البخاري، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: