للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن سليمان يريد موافاته، فكانت همته ضبط عسكره فلما قرب سليمان من موضع أبّا مال إليه، فأوقع به، وألفاه غارا بمجيئه، فنال حاجته، وأصاب ست شذوات.

قال محمد بن الحسن: قال جباش: كانت الشذوات ثمانية، وجدها في عسكره، وأحرق شذاتين كانتا على الشط، وأصاب خيلا وسلاحا وأسلابا، وانصرف إلى عسكره، ثم أظهر أنه يريد قصد تكين البخاري، وأعد مع الجبائي وجعفر بن أحمد خال ابن الخبيث الملعون المعروف بأنكلاي سفنا فلما وافت السفن عسكر جعلان، نهض إليها، فاوقع بها، وحازها واوقع سليمان من جهة البر، فهزمه إلى الرصافة، واسترجع سفنه، وحاز سبعة وعشرين فرسا ومهرين من خيل جعلان وثلاثة أبغل، وأصاب نهبا كثيرا وسلاحا، ورجع إلى طهيثا.

قال محمد: أنكر جباش أن يكون لتكين في هذا الموضع ذكر، ولم يعرف خبر العباداني في تكين، وزعم أن القصد لم يكن إلا إلى جعلان، وقد كان خبره خفي على أهل عسكره حتى أرجفوا بأنه قد قتل وقتل الجبائي معه، فجزعوا أشد الجزع، ثم ظهر خبره وما كان منه من الإيقاع بجعلان، فسكنوا وقروا إلى أن وافى سليمان، وكتب بما كان منه إلى الخبيث، وحمل أعلاما وسلاحا، ثم صار سليمان إلى الرصافة في ذي القعدة، فأوقع بمطر بن جامع، وهو يومئذ مقيم بها، فغنم غنائم كثيرة، وأحرق الرصافة، واستباحها، وحمل أعلاما إلى الخبيث، وانحدر لخمس ليال خلون من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين إلى مدينة الخبيث، فأقام ليعيد هناك ويقيم في منزله، ووافى مطر بن جامع القرية المعروفة بالحجاجية، فأوقع بها، وأسر جماعة من أهلها.

وكان القاضي بها من قبل سليمان رجلا من أهلها يقال له سعيد بن السيد العدوي، فأسر وحمل إلى واسط هو وثعلب بن حفص وأربعة قواد كانوا معه، فصاروا إلى الحرجلية على فرسخين ونصف من طهيثا، ومضى الجبائي في الخيل والرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>