تفرد إذ لم ينصر الله ناصر ... بتجديد دين كان أصبح باليا
وتشديد ملك قد وهى بعد عزه ... وإدراك ثارات تبير الأعاديا
ورد عمارات أزيلت وأخربت ... ليرجع فيء قد تخرم وافيا
ويرجع أمصار أبيحت وأحرقت ... مرارا فقد أمست قواء عوافيا
ويشفى صدور المؤمنين بوقعه ... يقر بها منا العيون البواكيا
ويتلى كتاب الله في كل مسجد ... ويلقى دعاء الطالبيين خاسيا
فأعرض عن أحبابه ونعيمه ... وعن لذة الدنيا وأقبل غازيا
في قصيدة طويلة ومن ذلك أيضا قوله:
أين نجوم الكاذب المارق ... ما كان بالطب ولا الحاذق
صبحه بالنحس سعد بدا ... لسيد في قوله صادق
فخر في مأزقه مسلما ... إلى أسود الغاب في المأزق
وذاق من كأس الردى شربة ... كريهة الطعم على الذائق
وقال فيه يحيى بن خالد:
يا بن الخلائف من أرومة هاشم ... والغامرين الناس بالأفضال
والذائدين عن الحريم عدوهم ... والمعلمين لكل يوم نزال
ملك أعاد الدين بعد دروسه ... واستنقذ الأسرى من الأغلال
أنت المجير من الزمان إذا سطا ... وإليك يقصد راغب بسؤال
أطفأت نيران النفاق وقد علت ... يا واهب الآمال والآجال
لله درك من سليل خلائف ... ماضي العزيمة طاهر السربال
أفنيت جمع المارقين فأصبحوا ... متلددين قد أيقنوا بزوال
أمطرتهم عزمات رأي حازم ... ملأت قلوبهم من الأهوال
لما طغى الرجس اللعين قصدته ... بالمشرفي وبالقنا الجوال