وفيها كانت للزنج بواسط حركة، فصاحوا: أنكلاي، يا منصور! وكان أنكلاي والمهلبي وسليمان بن جامع والشعراني والهمداني وآخر معهم من قواد الزنج محتبسين في دار محمد بن عبد الله بن طاهر بمدينة السلام في دار البطيخ، في يد غلام من غلمان الموفق، يقال له: فتح السعيدي، فكتب الموفق الى فتح ان يوجه برءوس هؤلاء السته، فدخل اليهم، فجعل يخرج الاول فالأول منهم، فذبحهم غلام له، وقلع راس بالوعة في الدار، وطرحت اجسادهم فيها، وسد راسها، ووجه رءوسهم الى الموفق وفيها ورد كتاب الموفق على محمد بن طاهر في جثث هؤلاء السته المقتولين، فأمره بصلبها بحضره الجسر، فاخرجوا من البالوعة، وقد انتفخوا، وتغيرت روائحهم، وتقشر بعض جلودهم، فحملوا في المحامل: المحمل بين رجلين، وصلب ثلاثة منهم في الجانب الشرقى، وثلاثة في الجانب الغربي، وذلك لسبع بقين من شوال من هذه السنه، وركب محمد بن طاهر حتى صلبوا بحضرته.
وفيها صلح امر مدينه رسول الله ص، وعمرت، وتراجع الناس إليها.
وفيها غزا الصائفه يازمان.
وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق بن عيسى بن موسى الهاشمى.