الف درهم ليصرفها في عطاء اصحابه لبيعه المكتفي، فخرج بها يانس.
فذكر انه لما صار بالاهواز، وجه اليه بدر من قبض المال منه فرجع يانس الى مدينه السلام، فلما وصلت كتب المكتفي الى القواد المضمومين الى بدر، فارق بدرا جماعه منهم، وانصرفوا عنه الى مدينه السلام، منهم العباس بن عمرو الغنوي وخاقان المفلحى ومحمد بن إسحاق بن كنداج وخفيف الاذكوتكينى وجماعه غيرهم فلما صاروا الى مدينه السلام دخلوا على المكتفي، فخلع- فيما ذكر- على نيف وثلاثين رجلا منهم، واجاز جماعه من رؤسائهم، كل رجل منهم بمائه الف درهم، واجاز آخرين بدون ذلك، وخلع على بعضهم، ولم يجزه بشيء وانصرف بدر في رجب، عامدا المصير الى واسط واتصل بالمكتفى اقبال بدر الى واسط، فوكل بدار بدر، وقبض على جماعه من غلمانه وقواده، فحبسوا، منهم نحرير الكبير، وعريب الجبلي، ومنصور، ابن اخت عيسى النوشرى وادخل المكتفي على نفسه القواد، وقال لهم: لست اؤمر عليكم أحدا، ومن كانت له منكم حاجه فليلق الوزير، فقد تقدمت اليه بقضاء حوائجكم وامر بمحو اسم بدر من التراس والاعلام، وكان عليها ابو النجم مولى المعتضد بالله، وكتب بدر الى المكتفي كتابا دفعه الى زيدان السعيدي، وحمله على الجمازات فلما وصل الكتاب الى المكتفي اخذه، ووكل بزيدان هذا، واشخص الحسن بن على كوره في جيش الى ناحيه واسط وذكر انه قدمه المكتفي على مقدمته.
ثم احدر محمد بن يوسف مع المغرب لليلة بقيت من شعبان من هذه السنه برسالة الى بدر، وكان المكتفي ارسل الى بدر حين فصل من عمل فارس يعرض عليه ولايه اى النواحي شاء، ان شاء أصبهان وان شاء الري، وان شاء الجبال، ويأمره بالمصير الى حيث أحب من هذه النواحي مع من أحب من الفرسان والرجاله، يقيم بها معهم واليا عليها فأبى ذلك بدر، وقال: لا بد لي من المصير الى باب مولاى