للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما صار هارون بن غريب الى الكوفه، قلد كور الجبل كلها وضم اليه وجوه القواد فقلد أبا العباس بن كيغلغ معاون همذان ونهاوند مكان محمد بن عبد الصمد، وقلد نحريرا الخادم الدينور مكان عبد الله بن حمدان، وخلع عليهما في دار السلطان، فاستوحش لذلك عبد الله بن حمدان، وكان هذا سبب معاونه عبد الله بن حمدان لنازوك عند ما احدثاه على المقتدر مما سيأتي ذكره.

وفي هذه السنه ولى ابو عبد الله احمد بن محمد بن يعقوب بن إسحاق البريدى خراج الاهواز بعد اعمال كثيره تصرف فيها هو واخواه ابو يوسف وابو الحسين، فحمدت آثارهم، وشاعت كفايتهم، وحرص السلطان على اصطناعهم وزيادتهم فعلت أحوالهم، وزادت مراتبهم، وظهر من استقلال ابى عبد الله احمد بن محمد بالأعمال وقرب ماخذها عليه والمعرفة بوجوه النظر والاجتهاد في إرضاء السلطان ما تعارفه الناس وعلموه، مع تخرق في الكرم والسودد، وحسن الرعاية لمن خدمه، واتصل به ولمن امله وقصده، حتى انه لا يرضى لكل واحد منهم الا بغناه، فأحب السلطان ان يلى هو واخواه اكثر الاعمال الدنيا، فلم يحبوا ذلك، واقتصر كل واحد منهم على دون ما يستحق من الاعمال.

وفيها ولى ابو الحسين عمر بن الحسن الأشناني قضاء المدينة مكان ابن البهلول إذ كبر واختلط عليه امره، ثم استعفى ابن الأشناني فاعفى، وولى الحسين بن عبد الله ابن على بن ابى الشوارب قضاء المدينة، وقلد ابو طالب محمد بن احمد بن إسحاق ابن البهلول قضاء الاهواز والأنبار، عوضا مما كان يليه أبوه من قضاء المدينة وفيها توفى ابو إسحاق بن الضحاك الخصيبى والليث بن على بالرقة.

وحج بالناس في هذه السنه من تقدم ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>