للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندي مال، والمال عند يلبق، واوصى القاهر الى مؤنس اما ان يرضى يلبق الرجال ويكفهم عنى والا اعتزلت، فليس على هذا الشرط تقلدت.

وقدم ابن مقله بغداد لتسع خلون من ذي الحجه وخلع عليه وقعد ودفع الى الجيش الذى بالحضرة عن البيعه لكل واحد منهم رزقا واحدا، وللجند اصحاب مؤنس ثلاثة ارزاق لكل واحد ثم ان ابن مقله بسط يده على الناس فاخذ أموالهم، وقبض على عيسى الطبيب، فاخذ املاكه، ثم بدا في بيع املاك السلطان وأخذ المال من حيث لاح له، وابتدأ بإنشاء داره، وادخل فيها من بستان الزاهر نحو عشرين جريبا، ونقض دور بنى المقتدر، واستولى ابن يلبق وحاشيه مؤنس على القاهر، حتى صار لا يجوز له امر ولا نهى الا على اهل بيته، واولاد المقتدر المحبوسين عنده.

قال: وكان القاهر مستهترا بالشراب لا يكاد يفيق منه، فإذا شرب اقبل الى اولاد المقتدر والى الراضي واخوته، وكان قد اخذهم وضمهم الى دار تعرف بالفاخر، واحضر أبا احمد بن المكتفي واعتقله معهم، فكان القاهر يدخل عليهم بالليل ويتخلق لأولاد المقتدر ولأبي احمد بن المكتفي، ويسقيهم بيده، وكان يقول للراضى:

أنت المرشح للامر، والمسمى له، ثم يومى اليه بحربه كانت في يده، وبما قفع أصابعه بقضيب كان معه، والراضي في كل ذلك لا يخضع له ولا يقبل يده، والمقادير تدفعه عنه، واقام على بن يلبق وهو الحاجب يفتش جميع ما يدخل الدار على القاهر ويضيق عليه، والقاهر في ذلك يزداد غضبا وكمدا ثم ان الراضي دس الى يلبق وابنه واهدى إليهما جوهرا وعرفهما انه واخوته خائفون على انفسهم من القاهر، وسألهما تخليص هؤلاء المحبوسين من يده فاجمع راى يلبق وابنه على تخليصهم، وقعد يلبق في بعض العشايا في بعض مجالس الدار واخرجهم على غيبه، واخرج الجده معهم، وكان القاهر قد سامها سوء العذاب، وطالبها بالأموال، فوجه بهم الى داره، وافرد لهم موضعا في دار حرمه، وماتت الجده بها، فكفنها في احسن كفن، ودفنها بشارع الرصافه.

وفيها صرف ابو عثمان احمد بن ابراهيم بن حماد عن القضاء بمصر.

وقلد القضاء بها عبد الله بن احمد بن زيد.

وفي ذي القعده من هذه السنه ورد الخبر بمصر بقتل المقتدر، فاضطربت الاحوال

<<  <  ج: ص:  >  >>