فنزل على ابى العباس بن دينار، وانفذ اليه أبوه مالا وكسوه، وتلاحق به اصحابه، وقلده القاهر كور الاهواز ثم أصبهان واستحجب القاهر سلامه الطولونى، وقلد أبا العباس احمد بن خاقان الشرطه بجانبي بغداد، وأخذ القاهر أبا احمد بن المكتفي من دار عبد الله بن الفتح، فسد عليه باب البيت، وعرف باستتار على بن بليق في دار، فانفذ من كبسها فاستتر في تنور، فاطبق عليه غطاءه، فتأخر بعض الرجال عن اصحابه حين لم يجدوه، واتى الى التنور، ففتحه وظن ان فيه خبزا يابسا، فلما رآه صاح، فعاد اصحابه فاخذوه، وضرب بين يدي القاهر، وادى عشره آلاف دينار، وحبسه.
وقبض الوزير ابو جعفر على أخيه الحسين، بعد ان امنه ونفاه الى الرقة، وقال:
انه يعتقد مذهب ابن ابى العزاقر.
ثم ان رجال مؤنس وبليق شغبوا وقصدوا دار الوزير ابى جعفر فاحرقوا روشنه.
وتقدم القاهر يذبح على بن بليق، وانفذه الى ابيه، فلما رآه بكى ثم ذبح بليق، وانفذ راسيهما الى مؤنس، فلما رآهما لعن قاتلهما، فذبح كما تذبح الشاه، واخرج الرؤوس في ثلاث طسوت حتى شاهدها الناس وأعيدت الى خزانه الرءوس.
وكان وزن راس مؤنس بعد تفريغ دماغه سته أرطال.
وسهل القاهر امر ابن مقله، حين أخذ من الاستتار فاطلقه.
وقبض الوزير على ابى جعفر بن شيرزاد، وأخذ خطه بعشرين الف دينار وكبس على بنى البريدى فلم يوجدوا.
واحضر القاهر على بن عيسى وقلده واسطا وسقى الفرات.
وقبض القاهر على الوزير محمد بن القاسم، فكانت وزارته ثلاثة اشهر واثنى عشر يوما.
وأخذ من داره ابو يوسف البريدى.
واستدعى القاهر عبد الوهاب بن عبيد الله الخاقانى وإسحاق بن على القناني، على ان يولى أحدهما الوزارة، وجلس القواد بين أيديهما، فخرجت رساله بالقبض