للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن عجيب الاتفاق ان طاهرا الجبلي قصد ابن رائق الى واسط مستأمنا، فلم يجده، فانحدر اليه الى عسكر ابى جعفر، فتلقاه كتاب جاريته وابنه انهما حصلا في يد ابى عبد الله البريدى بفارس فاكرمهما.

فعند ذلك، سار طاهر في مائتي رجل، وتبعه عسكر البريدى في الماء، فانهزم بدر الى واسط، وانهزم ابن رائق الى الاهواز، فأشير على بجكم بالقبض عليه فلم يفعل، واقام عنده مكرما، حتى وافاه فاتك غلامه من واسط، فرجع معه إليها، وخلف بجكم بالاهواز، وخلف ابو عبد الله البريدى عند عماد الدولة ابنه أبا الحسين محمدا، وأبا جعفر الفياض رهينه، وسار مع ابى الحسين معز الدولة الى الاهواز فلما نزلوا ارجان، خرج بجكم لحربهم فعاد بعد ثلاثة ايام منهزما، وسبب انهزامه ان المطر اتصل أياما كثيره، فمنع الاتراك ان يرموا بالنشاب، فعاد بجكم وقطع قنطره نهر اربق ورتب عليها جماعه، فكانت المنازله بين معز الدولة وبينهم ثلاثة عشر يوما وعبر معز الدولة في خمسه نفر في سميريه، فهزم من كان هناك من اصحاب بجكم، فعند ذلك قبض بجكم على وجوه اهل الاهواز، فيهم ابن ابى علان ويحيى بن سعيد السوسي، وسار بعسكره الى واسط، وكاتب ابن رائق وهو بها، ان كان عنده مائه الف دينار يفرقها في عسكره، فالوجه ان يقيم، والا فالصواب ان يصعد الى بغداد.

فعند ذلك اصعد، وطالب بجكم حين دخل واسطا من اعتقله من اهل الاهواز بخمسين الف دينار، فقال ابو زكريا يحيى بن سعيد السوسي: اردت ان اخبر ما في نفسه من طلب العراق، فراسلته على لسان الموكل بي: ايها الأمير أنت طالب للملك، معول على خدمه الخلافه، تطالب قوما منكرين في بلاد غربه، ولقد حمى في أمسنا طست، وجعل على بطن سهل بن قطين اليهودي، افما تعلم انه إذا سمع هذا عنك اوحش الاباعد منك! وما تذكر إنكارك على ابن رائق ايحاشه اهل البصره واهل بغداد، وقد حملت نفسك على مثل ما كان يعمل مزداويج باهل الجبل وبغداد، هي دار الخلافه لا تحتمل هذه الأخلاق.

فلما سمع بهذا الكلام رق وامر بحل قيودنا، واستعقل يحيى بن سعيد السوسي واطلقه، فشفع في الباقين، وكان طاهر الجبلي قد فارق الأمير عماد الدولة بارجان،

<<  <  ج: ص:  >  >>