قال التنوخي: كان ابو زهير الجنابى الفقيه ورعا عارفا بمذهب ابى حنيفه، فدخل بغداد، فبلغه اخبار ابى الحسن الكرخي في ورعه، فلقيه، فقال: يا أبا الحسن، بلغنى انك تأخذ من السلطان رزقا في الفقهاء، قال: نعم، قال: ومثلك في علمك ودينك يفعل هذا؟ قال له ابو الحسن: اوليس قد أخذ الحسن البصرى في زمنه، وفلان وفلان، فعدد خلقا من الصالحين الفقهاء ممن أخذ من بنى اميه، فقال ابو زهير: ذهاب هذا عليك اطرف، بنو اميه كانت مصائبهم في اديانهم، وجباياتهم الأموال سليمه، لم يظلموا في العشر ولا الخراج، فكان الفقهاء يأخذون منهم الأموال مع سلامتها، وهؤلاء الأمراء الذين تأخذ منهم أموالهم فاسده، مع اديانهم وجبايتهم لها بالظلم والغشم، فسكت ابو الحسن، ولم يأخذ شيئا الى ان مات.