للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغزا سيف الدولة الروم اربعين غزوه، له وعليه.

ومن شعره:

تجنى على الذنب والذنب ذنبه ... وعاتبنى ظلما وفي جنبه العنب

واعرض لما صار قلبي بكفه ... فهلا جفاني حين كان لي القلب

إذا برم المولى بخدمه عبده ... تجنى له ذنبا وان لم يكن ذنب

وكان قد ترك الشرب لمواصله الحرب، فوردت مغنيه من بغداد، ولم يمكن أبا فراس ان يدعوها قبله فكتب اليه:

محلك الجوزاء او ارفع ... وصدرك الدهناء او اوسع

وقلبك الرحب الذى لم يزل ... للجد والهزل به موضع

رفه بصرع العود سمعا غدا ... قرع العوالي جل ما يسمع

فامر بعمل المجلس، واستدعى بها والجماعه، وبلغت الأبيات المهلبى، فامر ان يصاغ لها لحن.

وحكى ان سيف الدولة، لما ورد الى بغداد وقت تووزن، اجتاز وهو راكب فرسه، وبيده رمحه، وبين يديه عبد له صغير، وقصد الفرجه، والا يعرف، فاجتاز بشارع دار الرقيق، على دور بنى خاقان وفيها فتيان، فدخل وسمع وشرب معهم وهم لا يعرفونه وخدموه، ثم استدعى عند خروجه الدواءه، فكتب رقعه وتركها فيها، ثم انصرف ففتحوا الدواءه، فإذا في الرقعة الف دينار على بعض الصيارف، فتعجبوا وحملوا الرقعة، وهم يظنونها ساذجه، فأعطاهم الصيرفى الدنانير في الحال والوقت، فسألوه عن الرجل فقال: ذاك سيف الدولة بن حمدان.

وقال الببغاء يرثيه بقصيده، منها:

خلف المدائح بعدك التابين ... عن اى حادثه يعزى الدين

ما كان في الدنيا كيومك مشهد ... بهر العقول ولا نراه يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>