المدينة إليه قلت: أصلح الله الأمير! قد احتاج إلى نصرهم من كان خيرا من عبد المطلب قال: وكان متكئا فجلس مغضبا، وقال: من خير من عبد المطلب! قلت: محمد رسول الله ص، قال: صدقت، وعاد إلى مكانه، وقال لبنيه: اكتبوا هذا الحديث من ابن أبي بكر.
وقد حدثت هذا الحديث في أمر عبد المطلب وعمه نوفل بن عبد مناف، عن هشام بن محمد، عن أبيه، قال: حدثنا زياد بن علاقة التغلبي- وكان قد أدرك الجاهلية- قال: كان سبب بدء الحلف الذي كان بين بني هاشم وخزاعة الذي افتتح رسول الله ص بسببه مكة، وقال: لتنصب هذه السحابة بنصر بني كعب، أن نوفل بن عبد مناف- وكان آخر من بقي من بني عبد مناف- ظلم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف على أركاح له- وهي الساحات- وكانت أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو النجارية من الخزرج، قال: فتنصف عبد المطلب عمه، فلم ينصفه، فكتب إلى أخواله:
يا طول ليلي لأحزاني وأشغالي ... هل من رسول الى النجار اخوالى!
بنى عديا ودينارا ومازنها ... ومالكا عصمة الجيران عن حالي
قد كنت فيكم ولا أخشى ظلامة ذي ... ظلم عزيزا منيعا ناعم البال
حتى ارتحلت إلى قومي وأزعجني ... عن ذاك مطلب عمي بترحال
وكنت ما كان حيا ناعما جذلا ... امشى لعرضنه سحابا لأذيالي
فغاب مطلب في قعر مظلمة ... وقام نوفل كي يعدو على مالي
أإن رأى رجلا غابت عمومته ... وغاب أخواله عنه بلا وال
أنحى عليه ولم يحفظ له رحما ... ما أمنع المرء بين العم والخال!
فاستنفروا وامنعوا ضيم ابن أختكم ... لا تخذلوه وما أنتم بخذال
ما مثلكم في بني قحطان قاطبة ... حي لجار وإنعام وإفضال