للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب - قال: ((وكثير من الفقهاء غلط في تصويرها حتى خرَّج عليها ما ليس من فروعها)) (١) .

جـ - قال: ((فتأمل ذلك، فقد غلط فيه جماعة من أكابر الفقهاء المالكية

وغيرهم ... )) (٢) .

د - قال: ((وقولي: على تقدير ورود الأمر، قصدتُ به التنبيه على أن قول النحاة " لوجود غيره " ليس هو كما يفهمه أكثر الناس. . .)) (٣) .

(٦) بحسِّه الأصولي الدقيق كان يتلمَّس الاستشكالات البعيدة، التي قد تنقدح في ذهن القارئ. فقد تعرّض لمباحث شائكة، ومسائل معضلة. والشهاب القرافي مولع بإيرادها، شغوف بكشف غوامضها على طريقته التعليمية الفذة بالأدلة الناطقة والنَّصَفَة الفائقة، فأحسن وأجاد، وأتقن وأفاد (٤) .

(

٧) توخِّيه الصدق والأمانة، في جميع ما ينقله عن غيره، وبُعْده عن

تشويه النص أو التبديل فيه، وقد علّل القرافي إهمال ذكر قائل القول بأنه مؤلمٌ في التصانيف (٥) . وبيَّن لذلك فائدتين (٦) :

الأول: الاعتراف بالفضل لأهله. والثانية: التمكن من تصحيح العبارات التي قد يقع فيها تحريف أو تصحيف، وذلك بعرضها على أصولها المنقولة عنها. وخيراً فعل، فقد ساعدت هذه الطريقة على تصحيح نقولاته التي وهم فيها، أو أخطأ النسّاخ في استنساخها.

بل لقد أربى على الغاية في توثيق الآراء عندما يخالجه الشك فيها، أو يبعثه باعثٌ إلى ذلك، من الأمثلة على ذلك:

أ - عندما نقل عن إمام الحرمين مذهب الحنابلة بجواز التقليد في أصول الدين، قال: ((مع أني سألت الحنابلة فقالوا: مشهور مذهبنا منع التقليد)) (٧) .


(١) شرح تنقيح الفصول (المطبوع) ص ١٥٩.
(٢) شرح تنقيح الفصول (المطبوع) ص ٢١٢.
(٣) شرح تنقيح الفصول (المطبوع) ص ١٠٩.
(٤) سبق الكلام عن هذه الإشكالات في مبحث: منهج المؤلف ص ١١٩
(٥) انظر: الذخيرة ١ / ٣٨.
(٦) انظر: نفائس الأصول ١ / ٩٦.
(٧) انظر: القسم التحقيقي ص ٤٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>