للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجة النّافين لتعبُّده صلى الله عليه وسلم بشرع مَنْ قبله قبل نبوته

ومما يؤكد أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن متعبِّداً قبل نبوته بشرع أحدٍ (١) : أن تلك (٢) الشرائع كانت داثرة لم يَبْقَ منها (٣) ما يمكن التمسك به لأهلها فضلاً عن غيرهم، وهو صلى الله عليه وسلم لم يكن يسافر ولا يخالط أهل الكتاب (٤) حتى يطلَّع على أحوالهم (٥) ، فيَبْعُد مع هذا غاية البُعْد أن يَعْبُد الله تعالى بتلك (٦) الشرائع. ولأنه لو كان (٧) يتعبَّد (٨) بذلك (٩) [لكان يراجع] (١٠) علماء تلك الشرائع، ولو وقع ذلك لاشتهر.

[حجة المثبتين لتعبده صلى الله عليه وسلم بشرع من قبله قبل نبوته]

احتج القائلون بذلك: بأنه صلى الله عليه وسلم تناولته (١١) رسالة من قبله فيكون متعبِّداً

بها (١٢) .

ولأنه (١٣) عليه* الصلاة والسلام كان (١٤) يأكل اللحم، ويركب البهيمة، ويطوف


(١) ساقطة من ن.
(٢) ساقطة من س.
(٣) في س، ن: ((فيها)) .
(٤) في س: ((الكتب)) .
(٥) أما سفره صلى الله عليه وسلم فقد ذكرتْ كتب السيرة بأنه خرج إلى الشام وهو صغير مع عمه أبي طالب، وهناك التقى الراهب بَحِيْرَا. كما كان يسافر في تجارة خديجة رضي الله عنها، ومع هذا فلا يُعْقل أن يتلقى النبي صلى الله عليه وسلم علم التوراة أو الإنجيل في سِنِّ التاسعة أو العاشرة أو الثانية عشرة - على اختلاف الروايات - وفي ساعة طعامٍ، وهو أٌميّ لا يقرأ ولا يكتب، فضلاً عن حاجز اللغة. انظر: عيون الأثر في فنون المغازي والمسائل والسير لابن سَيّد الناس ص٥٢، السيرة النبوية لابن هشام ١/٢٣٦، ٢٤٤، السيرة النبوية الصحيحة د. أكرم العمري ١/١٠٦.
(٦) في س، ن: ((على تلك)) .
(٧) ساقطة من ق.
(٨) في ن: ((يعتمد)) ، وفي ق: ((تعبَّد)) .
(٩) ساقطة من س، وفي ن: ((ذلك)) .
(١٠) في ق: ((لراجع)) .
(١١) في س ((تناوله)) وهو مقبول؛ لأن الفاعل ظاهر وهو مؤنث مجازي، فجاز في فعله عدم إلحاق تاء التأنيث، والأرجح إثباتها. انظر: شرح قطر الندى لابن هشام ص ١٦٩.
(١٢) هذا هو الدليل الأول.
(١٣) هذا هو الدليل الثاني.
(١٤) ساقطة من ن.

<<  <  ج: ص:  >  >>