للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن دقيق العيد (١) ، وغيرهم كثير.

ومن مؤيدات نهضة الحالة العلمية في هذا العصر: أن حركة التأليف والتدريس كانت نشطة، ووقع التنافس في بناء دور المدارس العلمية، ولعل من المفيد أن نعرِّج على أهم المدارس التي كان للقرافي اتصالٌ بها، فمنها:

١- المدرسة الصَّاحِبية:

سميت بذلك نسبة لمنشئها الصاحب بن شُكْر (٢) سنة ٦١٨هـ، جعلها وقْفاً على المالكية، وأجرى عليهم الأرزاق، وضم إليها مئات الكتب (٣) . وقد نهل منها القرافي وغيره. قال عنها في كتابه " نفائس الفصول " (١/٤٩٩) ((وهذه الفصول وجدتها في كتاب في الخزانة الصاحبية ... أسبع الله ظلالها)) .

٢- المدرسة القَمْحِية:

شيدها صلاح الدين الأيوبي سنة ٥٦٦هـ، وسميت بهذا لما كان يقسم على مدرسيها وطلابها من القمح الموقوف عليها.

وهي بجوار الجامع العتيق (جامع عمرو بن العاص) بمصر، وقد تولى القرافي التدريس بها حقبةً من الزمن (٤) .

٣- المدرسة الصالحية:

تنسب إلى مؤسسها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة ٦٤١هـ. وقد تبوأت هذه المدرسة مكانة عالية في مصر، فقد كانت تُدرَّس فيها المذاهب الأربعة، واختير لها أفضل المشايخ، من بينهم الشهاب القرافي الذي تولَّى التدريس بها سنة ٦٦٣هـ، ثم عزل، ثم أعيد، ثم ظلَّ يدرس فيها حتى مات رحمه الله (٥) .


(١) هو تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب المنفلوطي المالكي الشافعي، الشهير بابن دقيق العيد، حقق المذهبين، ولي قضاء الديار المصرية والتدريس، وله كتب نافعة مثل: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام
(ط) . توفي عام ٧٠٢هـ. انظر: الديباج المذهب ص ٤١١، طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي ٦ / ٢
(٢) هو صفي الدين أبو محمد عبد الله بن علي بن الحسين الدميري، الشهر بالصاحب بن شكر، ولد سنة ٥٤٠هـ وتفقه على مذهب مالك، استوزره الملك العادل الأيوبي. توفي سنة ٦٢٢هـ. انظر: فوات الوفيات ٢/١٩٣
(٣) انظر: الخطط المقريزية ٢ / ٣٧١، المنهل الصافي ١ / ٢٧٧
(٤) انظر: الخطط المقريزية ٢ / ٣٦٤، النجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٥
(٥) انظر الخطط المقريزية ٢ / ٣٧٤، المنهل الصافي ١ / ٢١٦، الدارس في تاريخ المدارس لعبد القادر النعيمي ١/٣١٦

<<  <  ج: ص:  >  >>