للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قبل نبينا صلى الله عليه وسلم بوحيٍ، أمَّا مِنْ قِبَلِهم فلا تلزم (١) مراجعتهم لعدم الفائدة في ذلك (٢) . وهو الجواب عن الثاني.

وعن الثالث: أن من جملة الكتاب (٣) دلالته على اتباع الشرائع المتقدمة (٤) .

فائدة (٥) : قال الإمام فخر الدين: إذا قلنا بأنه كان متعبَّداً فقيل: بشرع إبراهيم، وقيل: بل بموسى، وقيل: بل بعيسى عليهم الصلاة والسلام (٦) . وهذا (٧) الذي نقله الإمام في هذه المسألة لم ينقله " البرهان "، ولا " المستصفى " ولا سيف الدين، ونقلوا هذا النقل بعينه فيما قبل النبوة (٨) ، ونقل المازري الخلاف بعينه في المسألتين (٩) ، وكذلك القاضي عبد الوهاب (١٠) في " الملخص " (١١) ،

وزاد في النقل


(١) في س، ق: ((يلزم)) وهو جائز. انظر هامش (١١) ص (٢٧) .
(٢) وكان جواب القرافي عن حديث ((لو كان موسى حياً لما وسعه إلا اتباعي)) هو: ((لا يلزم من اتباع الرسل له ألاّ يكون متعبَّداً بالشرائع، لجواز أن يكون متعبَّداً بها، وهم على تقدير وجودهم يصيرون تابعين له فيما كانوا متَّبعين فيه، كما يصير الإمام مأموماً لطريانٍ عارضٍ)) نفائس الأصول ٦/٢٣٧٣.
(٣) في س: ((الكتب)) وهو تحريف؛ لأن المراد هنا بالكتاب القرآن.
(٤) لمزيد معرفة أدلة النافين ومناقشتها، انظر: المصادر المذكورة في هامش (٣) ص (٣٧) .
(٥) انظرها أيضاً في نفائس الأصول ٦/٢٣٧٠
(٦) هذا النقل عن فخر الدين فيه تصرُّف. انظر: المحصول ٣/٢٦٦.
(٧) في س: ((وهو)) وهو تحريف؛ لا يؤدي الغرض منه.
(٨) انظر: البرهان ١ / ٣٣٣ - ٣٣٤، المستصفى ١ / ٣٩١، الإحكام للآمدي ٤ / ١٣٧.
(٩) ممن نقله عن المازري: أبو عبد الله محمد الأصفهاني في كتابه: الكاشف عن المحصول ٥/ ١٩٣، وانظر: نفائس الأصول ٦ / ٢٣٧٠.
(١٠) هو القاضي أبومحمد عبد الوهاب بن علي بن نَصْر التَّغْلِبي ـ نسبة إلى قبيلة تغلب ـ البغدادي، فقيه مالكي، أصولي، شاعر، عابد، ولي القضاء في العراق وفي مصر، وصفه ابن القيم - في كتابه: اجتماع الجيوش الإسلامية ص (١٦٤) - بأنه من كبار أهل السنة، من شيوخه: الأبهري وابن القَصَّار والباقِلاَّني، ومن تلاميذه: الخطيب البغدادي، وأبو إسحاق الشيرازي. ومن تآليفه: التلقين (ط) ، المعونة على مذهب عالم المدينة (ط) وهما في الفقه. والإفادة، والتلخيص (ويطلق عليه: الملخَّص) ، والمفاخر: كلها في أصول الفقه. توفي عام ٤٢٢هـ. انظر: ترتيب المدارك ٤ / ٦٩١، الديباج المذهب ص٢٦١، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٢٩.
(١١) هذا أحد كتب القاضي عبد الوهاب الأصولية، ويطلق عليه: التلخيص ولم أقف عليه، ولست أدري هل ما زالت مخطوطته موجودة أم مفقودة؟ كسائر كتبه الأصولية. وقد ذكر القرافي في مقدمة الذخيرة التي سمَّاها

" تنقيح الفصول " أنه اعتمد على أخذ جملة كتاب " الإفادة " للقاضي عبد الوهاب وهو مجلدان في أصول الفقه. انظر: الذخيرة (١/٥٥) . وها هو يعتمد أيضاً على كتاب " الملخص " في شرحه لتنقيح الفصول. وكذا قد اعتمد عليه وعلى " الإفادة " في كتابه: نفائس الأصول (١/٩٢) وكذلك قد اعتمد الزركشي على كتب القاضي عبد الوهاب الأًصولية في كتابه: البحر المحيط (١/١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>