للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: من الناس من قال كان متعبَّداً بشريعة (١) كل نبيٍّ تقدَّمه إلا ما نُسِخ أو دُرس (٢) ، وهذا لم تنقله الجماعة (٣) ، مع أنه غالب بحث الفقهاء في المباحث، فلا يخصُّون (٤) شرعاً معيناً دون غيره.

قال القاضي: ومذهب المالكية (٥) أن جميع شرائع الأمم شرع لنا إلا ما نسخ، ولا فرق بين موسى عليه السلام وغيره (٦) .

قال ابن بَرْهان (٧) : وقيل كان متعبِّداً قبل النبوة بشرع آدم عليه السلام؛ [لأنه أول الشرائع] (٨) ، وقيل كان على دين نوح عليه السلام (٩) .


(١) في ق: ((بشرع)) .
(٢) انظر: الكاشف عن المحصول للأصفهاني ٥ / ١٩٣، البحر المحيط للزركشي ٨/٤٠، وانظر: نفائس الأصول ٦ / ٢٣٧٠.
(٣) يريد بهم من ذكرهم سلفاً وهم: الجويني والغزالي والآمدي والرازي.
(٤) في س: ((يُخصِّصون)) .
(٥) وهذا أيضاً مذهب الحنابلة. انظر: العُدَّة لأبي يعلى ٣/٧٥٧، المسودة ص ١٩٣.
(٦) عند إطلاق " القاضي " ينصرف الذهن إلى القاضي الباقلاني. ولكن هذا النقل ربما كان عن القاضي
عبد الوهاب بقرينة العهد الذكري. ثم إن الأصفهاني في كتابه الكاشف عن المحصول (٥ / ١٩٣) نقل هذا موصولاً بالقاضي عبد الوهاب. وانظر: نفائس الأصول ٦ / ٢٣٧١.
(٧) هو أحمد بن علي بن محمد المعروف بابن بَرْهان ـ بفتح الباء ـ الفقيه الشافعي الأصولي، كان حنبلي المذهب ثم انتقل إلى مذهب الشافعي، عُرِف بالذكاء والحفظ حتى ضرب به المثل، من شيوخه: ابن عقيل الحنبلي، والغزالي، والْكِيا الهرَّاسي. له ستة كتب في الأصول وهي: الوجيز، والأوسط، والبسيط، والوسيط، والتعجيز، والوصول إلى الأصول، والكتاب الأخير مطبوع بتحقيق د. عبد الحميد أبوزنيد، أما الكتب السابقة فلا يُدرى عن وجودها. توفي عام ٥١٨ هـ وقيل ٥٢٠ هـ. انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦/٣٠، وفيات الأعيان ١/٩٩، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٥٦.
(٨) ساقط في س.
(٩) لم أجد هذا النقل عن ابن برهان في كتابه " الوصول إلى الأصول "، فلعلَّه في أحد كتبه الأصولية غير المطبوعة كـ" الأوسط ". والمصنف نفسه يعتمد على كتاب " الأوسط " لابن برهان كما في ص (٩٧) ولكن وجدت هذا النقل عن ابن برهان في كتب أصولية أخرى، كالكاشف عن المحصول ٥ / ١٩٣، ونهاية السول للإسنوي ٣/٤٨، والتقرير والتحبير ٢/٣٠٨. وانظر: نفائس الأصول ٦ / ٢٣٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>