للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الرابع

موضوعات الكتاب ومضامينه، ونظام ترتيبه

[المطلب الأول: موضوعات الكتاب ومضامينه:]

كانت طريقة الأوائل في مقدمات تآليفهم أن يضبطوا مقالاتِ الكتاب وأبوابَه بحيث يقف الناظر من مقدمة الكتاب على ما في أثنائه من تفاصيله.

فكل علمٍ لا يستولي الطالب في ابتداء نظره على مجامعه ولا مبانيه، فلا مطمع له في الظفر بأسراره ومبانيه (١) .

وكتاب شرح تنقيح الفصول للقرافي لم ينوِّه صاحبه رحمه الله في مطلع كتابه إلى موضوعات الكتاب ومضامينه سوى أنه وشَّحه بقواعد جليلة وفوائد جميلة (٢) .

بَيْد أنه صرَّح في كتابه المتن: " تنقيح الفصول " بأنه نَظَم مباحث الأصول في عشرين باباً تندرج تحتها مائة فصل وفصلان (٣) ، وسبق لي سرد هذه الأبواب إجمالاً في المبحث الأول من هذا الفصل (٤) .

ولعلَّ السرَّ الكامن وراء ترك القرافي تسمية هذه الأبواب والفصول في المقدمة هو كون الكتاب مختصراً، هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى كونه تابعاً إلى حدٍّ كبير ترتيب وتبويب المحصول للرازي.

قال الطوفي: رحمه الله بعد أن عدد موضوعات تنقيح القرافي: ((وهو قريب من الترتيب قبله (وهو المحصول) ومقتضب منه، وهو (أي القرافي) كثيراً ما يَأْتمُّ بالإمام أبي عبد الله الرازي فيما يصحُّ عنده، على جهة التأدب والاعتراف بالفضيلة)) (٥) .

هذا، وليس القصد من وراء هذا المبحث عرض ما حواه هذا القسم الثالث من الكتاب من مباحث تفصيلية ومسائل جزئية؛ لأن هذا موضعه في فهارس الكتاب.


(١) انظر: المستصفى ١ / ٣٤، شرح مختصر الروضة ١ / ٩٨.
(٢) انظر: شرح تنقيح الفصول (المطبوع) ص ٢.
(٣) انظر هذا المتن في مقدمة الذخيرة ١ / ٥٥.
(٤) انظر: ص ٦٧- ٦٩
(٥) انظر: شرح مختصر الروضة ١ / ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>