للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذباً، فالصدق والكذب نسبتان (١) بين الخبر ومتعلَّقه عدميَّتان لا وجود لهما في الأعيان [بل في] (٢) الأذهان، والتصديق والتكذيب خبران وجوديان [في الأعيان] (٣) .

[شروع في شرح القيد " لذاته " المذكور في تعريف الخبر]

ثم الخبر من حيث هو خبر يحتمل ذلك، أما إذا عرض له من جهة المتكلِّم به (٤) ما يمنع الكذب والتكذيب فإنه لا يقبلهما؛ وكذلك إذا قلنا: الواحد نصف الاثنين؛ يمتنع (٥) الكذب والتكذيب، أو الواحد نصف العشرة يمتنع (٦) الصدق والتصديق، ولكن ذلك بالنظر إلى متعلَّقه لا بالنظر (٧) إلى ذاته، فلذلك قُلْتُ - في الحدِّ - لذاته.

سؤال: التصديق والتكذيب* نوعان من الخبر، والنَّوع (٨) لا يعرف إلا بعد معرفة الجِنْس (٩) ، فتعريف* الجنس به دَوْر والصدق والكذب نسبتان بين الخبر ومتعلَّقه، والنسبة بين الشيئين لا تعرف إلا بعد معرفتهما، فتعريف الخبر بهما تعريف الشيء بما لا يُعْرف إلا بعد معرفته، فهذا دَوْر أيضاً (١٠) .

جوابه: أنه (١١) تقدَّم في أول الكتاب (١٢) أنّ التحديد بمثل هذا يجوز، وأنّ الحدَّ: هو


(١) النسبة: هي إيقاع التعلّق بين الشيئين. التعريفات ص٢٩٦.
(٢) في ق: ((و)) وهو خطأ ظاهر؛ لأن واو العطف تفيد امتناع وجو النسبة العدمية في الأذهان، وهو مستحيل.
(٣) ساقطة من س.
(٤) ساقطة من ق.
(٥) في ن: ((يُمْنع)) .
(٦) في ن: ((يُمْنع)) .
(٧) ساقطة من ق.
(٨) النَّوْع: هو كُلِّيٌ مَقُول على كثيرين متفقين بالحقيقة في جواب ما هو. مثل: إنسان فهو يصدق على أفراد كثيرة متفقة الحقائق، كزيد وعمرو. انظر: التعريفات ص٣٠٢، شرح السلم المنورق للملَّوي بحاشية الصبّان ص٧٠، تسهيل المنطق للبدخشاني ص٤٦.
(٩) الجِنْس: هو كلِّي مَقُول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو. مثل: حيوان فهو يصدق على أنواع كثيرة مختلفة الحقائق كإنسان وفرس انظر: التعريفات ص١١١ شرح السلم المنورق للملَّوي بحاشية الصبَّان ص٦٨، تسهيل المنطق للبدخشاني ص٤٧.
(١٠) انظر: التوضيح لحلولو ص٢٩٥
(١١) في ن: ((ما)) .
(١٢) انظر: الباب الأول: في الاصطلاحات، الفصل الأول: في الحد ص ٦ (المطبوع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>