للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الأول

في النظر (١)

ص: وهو الفكر (٢) ، وقيل: تَرَدُّدُ الذهن بين أنحاء الضرورات (٣) ، وقيل: تَحْديق العقل إلى جهة الضروريات (٤) ، وقيل: ترتيب تصديقاتٍ يُتَوصَل بها إلى علم أو ظنٍ (٥) ، وقيل: ترتيب تصديقين (٦) ، وقيل: ترتيب معلومات (٧) ، وقيل: ترتيب معلومين (٨) . فهذه سبعة (٩) مذاهب (١٠) ، وأصحُّها الثلاثة الأُوَل.

وهو (١١) يكون في التصورات (١٢) ؛ لتحصيل الحدود الكاشفة عن الحقائق المفردة على ترتيبٍ خاصٍّ تَقدَّمَ أولَ الكتاب (١٣) ،


(١) لعل مناسبة عقد هذا الفصل هنا أن لفظة " النظر " وردت في حدِّ الاجتهاد، والمجتهد أحوج ما يكون إلى النظر. لكن جلُّ الأصوليين يذكرون "النظر" في أوائل تصانيفهم. انظر تعريفاته في: التقريب والإرشاد للباقلاني ١/٢١٠، التلخيص ١/١٢٢، قواطع الأدلة ١/٤١، الإحكام للآمدي ١/١٠، منتهى السول والأمل ص٤، مراقي السعود للمرابط ١/٨٦، إرشاد الفحول ١/٥٢.
(٢) هذا تعريف أبي الحسين البصري في المعتمد ١ / ٦، وبزيادة: ((في حال المنظور فيه)) ، جاء في العدة لأبي يعلى ١/١٨٤، وفي شرح اللمع للشيرازي ١/١٥٣.
(٣) هذا تعريف الجويني في: البرهان ١/١٠٣.
(٤) هذا تعريف أبي إسحاق الإسفراييني، هكذا النسبة إليه في نفائس الأصول ١/٢١١.
(٥) هذا قريب من تعريف الرازي في: المحصول ١/٨٧، معالم أصول الدين ص٢٠.
(٦) هذا تعريف تاج الدين الأرموي في الحاصل (١/٢٣٢) وتمامه: ((يتوصل بهما إلى استعلامِ مجهول)) .
(٧) لم أجده منسوباً لأحد، وهو مذكور في: نفائس الأصول (١/٢١١) ، وتمامه: ليتوصل بها إلى معلوم آخر.
(٨) لم أجده منسوباً لأحد. وانظر: نفائس الأصول ١/٢١١
(٩) في س: ((ثلاثة)) وهو خطأ بيّن.
(١٠) قال حلولو: ((كلها مدخولة، وأسدُّ عبارة فيه ما قيل إنه: الفكر المؤدي إلى علم أو ظن)) . التوضيح
ص ٣٨٣
(١١) هنا زيادة: ((أن)) في س، وهي منكرة؛ لأن المراد هنا الشروع في بيان مجالات النظر لا بيان أصح التعريفات.
(١٢) التصور: حصول صورة الشيء في الذهن. أو إدراك ماهية الشيء من غير حكمٍ عليه بنفي أو إثبات. انظر: شرح السلم للملَّوي بحاشية الصبان ص ٤٥، التعريفات ص ٧٨
(١٣) انظر: ص (١١) من المطبوع. والمراد بالحدود: المعرفات الخمسة وهي: الحد التام، والناقص، والرسم التام، والناقص، والحد اللفظي. والمراد بالحقائق المفردة: المعاني المتصورة في النفس، والمفردة: احتراز من المركبَّة فإنها من شأن التصديقات. والمراد بقوله: على ترتيب خاص، أي: تقديم الجنس على الفَصْل أو الخَاصَة. انظر: رفع النقاب القسم ٢/١٠٦٨

<<  <  ج: ص:  >  >>