للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرح

حجة الجواز بالأمارة: أنها أمر يفيد الظن فأمكن اشتراك الجميع في ذلك الظن كما أن الغَيْم الرَّطْب (١) إذا شاهده أهل الأرض كلهم اشتركوا (٢) في غلبة الظن مِنْ قِبَلِهِ بالأمطار، وكذلك أمارات الخَجَل والوَجَل (٣) المفيدة لظن (٤) ذلك يمكن اشتراك الجمع* العظيم (٥) في إفادة (٦) ظنها لذلك، فكذلك أمارات (٧) الأحكام من القياس وغيره، والمراد بالدلالة ما أفاد القطع، وبالأمارة ما أفاد الظن (٨) ؛ لأن الدليل والبرهان (٩) موضوعان (١٠) في عُرْف أرباب الأصول لما أفاد عِلْماً (١١)

والأمارة لما أفاد ظناً (١٢) ؛


(١) في ن: ((المركب)) وهو تحريف.
(٢) هنا زيادة ((كلهم)) في س لا حاجة لها.
(٣) أمارة الخجل: إحمرار الوجه، وأمارة الوجل (الخوف) : اصفراره. انظر: شرح السُّلَّم المُنَوْرَق للملَّوي بحاشية الصبان ص٥١.
(٤) في س: ((الظن)) .
(٥) ساقطة من ق.
(٦) ساقطة من ق.
(٧) في ن: ((أمارة)) .
(٨) انظر تعريف كلٍّ من: الدلالة والأمارة في: المعتمد ١ / ٥، المحصول للرازي ١ / ٨٨، البحر المحيط للزركشي ١ / ٥٣.
(٩) جاء في تعريف البرهان عبارات متقاربة منها، هو: الحجة والدلالة، وهو: الذي يقتضي الصدق أبداً لا محالة، وهو: ما فَصَل الحق عن الباطل وميّز الصحيح من الفاسد بالبيان الذي فيه. انظر: الكليات للكفوي ص٢٤٨ـ٢٤٩. وعرَّفه الجرجاني في التعريفات ص (٦٨) بقوله: هو القياس المؤلف من اليقينيات سواء كانت ابتداءً: وهي الضروريات، أو بواسطة: وهي النظريات.
(١٠) في ن: ((موضوع)) والأصل تطابق المبتدأ والخبر في التثنية، ومع ذلك يجوز هنا انفراد الخبر على تقدير: كلٌ منهما موضوعٌ. والله أعلم.
(١١) جمهور الأصوليين على أن الدليل يشمل: القطعي والظني، وعرَّفوه بأنه: ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري، ويدخل في المطلوب الخبري ما يفيد القطع والظن..وذهب بعضهم إلى التفريق بين ما يفيد القطعَ فيُسمَّى دليلاً، وما يفيد الظنَّ فيُسمَّى أمارة. ولا مُشاحَّة في الاصطلاح. انظر: الحدود للباجي ص٣٨، شرح اللمع للشيرازي ١/١٥٥، الإحكام للآمدي ١/٩، تقريب الوصول ص٩٩، البحر المحيط للزركشي ١/٥١، شرح الكوكب المنير ١/٥٣.
(١٢) في ن، ق: ((الظن)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>