للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة (١) : ما ضابط الإصرار الذي يُصيِّر (٢) الصغيرةَ (٣) كبيرةً؟ قال بعض العلماء (٤) : [حد ذلك] (٥) أن يتكرر منه تكراراً (٦) يُخِلُّ بالثقة (٧) بصدقه كما تُخِلُّ (٨) به ملابسة الكبيرة، فمتى وصل إلى هذه الغاية صارت الصغيرة كبيرة، وذلك يختلف باختلاف الأشخاص واختلاف (٩) الأحوال، والنظر في ذلك لأهل الاعتبار والنظر الصحيح من الحُكَّام وعلماء الأحكام الناظرين في التجريح (١٠) والتعديل.

والمباحات القادحة في المروءة (١١) :

نحو الأكل في الطرقات، والتعرِّي في الخلوات ونحو ذلك مما يدل على أنه غير مكترث باستهزاء الناس به. قال* الغزالي (١٢) : إلا أن يكون (١٣) ممن يعمل ذلك على سبيل كسر النفس وإلزامها التواضع كما يفعله كثير من العباد.


(١) انظر هذه الفائدة مبسوطة في: الفروق للقرفي ١/١٢٠، ٤/٦٧، وانظر: الذخيرة ١٠/٢٢٣.
(٢) في ن: ((تصير)) .
(٣) في ق: ((الصغير)) .
(٤) لعلَّ منهم شيخ المصنف: العز بن عبد السلام. انظر: قواعد الأحكام في مصالح الأنام ص٥١.
(٥) في ق: ((حدّه)) .
(٦) في س: ((تكرار)) وهو خطأ، لأنه يجب انتصابه على المصدرية (مفعول مطلق) .
(٧) في ق: ((الثقة)) بدون الباء.
(٨) في س، ق: ((يخل)) .
(٩) ساقطة من ق.
(١٠) في س: ((الترجيح)) وهو تحريف.
(١١) المروءة لغة: مأخوذة من مَرُؤ ككَرُم، يَمْرُء مروءةً ومروَّة بالتشديد فهو مريء ككريم، أي ذو إنسانية وكمال رجولية. انظر: لسان العرب، القاموس المحيط، المصباح المنير مادة "مرأ".

واصطلاحاً: الاحتراز عن المباح مما يُستهجن من أمثاله عرفاً. وقيل: آدابٌ نفسانية تَحْمِل مراعاتُها على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات. وقيل: هي صيانة النفس عن الأدناس وما يشينها عند الناس. وقيل: هي التخلق بأخلاق أمثاله وأقرانه في لبسه ومشيه وحركاته وسكناته وسائر صفاته. وكلها معانٍ متقاربة صحيحة. انظر: الغاية القصوى في دراية الفتوى للبيضاوي ٢/١٠١٩، تيسير التحرير ٣/٤٤، شرح شرح النخبة للقاري ص٢٤٨، المروءة وخوارمها لمشهور بن حسن آل سليمان ص٢١. وهو كتاب نفيسٌ فريدٌ في بابه، وقد عدَّ جملةً وافرةً من قوادح المروءة.
(١٢) لم أهتد إلى موضع هذا النقل من كتب الغزالي. وهو موجود في رفع النقاب للشوشاوي القسم ٢/٦٤٥.
(١٣) هنا زيادة: ((ذلك)) في ق لا حجة لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>