للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتَّجه، أما بفتحها (١) فيقتضي أن يكون الله تعالى تعبَّده بشريعة سابقة، وذلك يأباه ما يحكونه من الخلاف هل كان متعبِّداً (٢) بشريعة موسى أو عيسى فإن شرائع بني إسرائيل لم تَتَعَدَّهم (٣) إلى بني إسماعيل (٤) ، بل كل نبي من موسى وعيسى وغيرهما إنما كان يُبْعث إلى قومه فلا تتعدى رسالته قومه، حتى نقل المفسرون أن موسى عليه السلام لم يُبْعث إلى أهل مصر بل لبني إسرائيل، ليأخذهم من القِبْط (٥) من يد فرعون (٦) . ولذلك لما عَدَى البحر لم يرجع إلى مصر ليقيم فيها شريعته (٧)

بل أعرض عنهم إعراضاً كُلّياً لما أخذ بني إسرائيل، وحينئذٍ لا يكون الله تعالى تعبَّد (٨) نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بشرعهما (٩) ألبتَّة، فبطل (١٠) قولنا: إنه كان متعبَّداً بفتح الباء بل بكسرها كما تقدَّم (١١) ، وهذا بخلافه (١٢) بعد (١٣) نبوته صلى الله عليه وسلم، فإنه تعبده الله تعالى بشرع من قبله على - الخلاف في ذلك - بنصوص وردت عليه في الكتاب العزيز فيستقيم الفتح فيما بعد النبوة دون ما قبلها (١٤) .


(١) أي فتح باء ((مُتَعبَّد)) على أنها اسم مفعول من غير الثلاثي: ((تعبَّد)) . انظر: شرح شذور الذهب لابن هشام ص ٣٩٦.
(٢) في ن: ((متعبّد)) وهو خطأ نحوي؛ لعدم انتصابه على أنه خبر كان.
(٣) في جميع النسخ ((تتعداهم)) إلا النسختين م، ز ففيهما ((يتعداها)) . وكلها خطأ نحوي؛ لعدم حذف حرف العلة من الفعل المجزوم. ثم وجدْتُ على طرر النسخة " م " قوله: ((وفي نسخة: لم تتعدهم)) وهي الصواب. ومع ذلك توجد لغةٌ تجزم المعتلّ بحذف الحركة المقدرة على حرف العلة مع إبقائه. وجاءت قرآءةٌ لعكرمة في قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧] قرأها ((يراه)) بالألف في الآيتين، حكاه الأخفش. انظر: شرح التصريح على التوضيح لخالد الأزهري ١ / ٨٧، تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ٨ / ٤٩٨.
(٤) في س: ((بني اسرائيل)) وهو خطأ وسَبْقُ قَلَمٍ من الناسخ.
(٥) القِبْط: هم نصارى مصر، والواحد، قِبْطي. المصباح المنير مادة " قبط ". ولمعرفة أصولهم، انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة إصدار الندوة العالمية للشباب الإسلامي ٢ / ١١٢٣، المنجد في الأعلام ص ٤٣٣.
(٦) انظر: تفسير البحر المحيط لأبي حيان ٧/١٠، وتفسير أبي السعود ٦/١٩.
(٧) ساقطة من س..
(٨) في ق: ((بعث)) وهي غير مرادة هنا.
(٩) في ن: ((بشريعتهما)) .
(١٠) في ق: ((فيبطل)) .
(١١) في بداية هذا الشرح، الصفحة السابقة.
(١٢) في س: ((الخلاف)) ، وفي ن: ((بخلاف)) . وكلاهما غير متَّسق مع السياق.
(١٣) ساقطة من ن.
(١٤) سترد هذه المسألة بعد قليل في ص ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>