للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهل البدع (١) اختلف العلماء في تكفيرهم (٢) نظراً (٣) لما يلزم من مذهبهم من الكفر الصريح، فمن اعتبر ذلك وجعل لازم المذهب مذهباً (٤) كَفَّرهم، ومن لم [يجعل لازم المذهب مذهباً] (٥) لم يُكفِّرهم، فلهذه القاعدة (٦) لمالكٍ والشافعي وأبي حنيفة والأشعري (٧)

والقاضي في تكفيرهم قولان (٨) ، فحيث بنينا على أنهم كفار ينبغي أن


(١) قال ابن تيمية رحمه الله: ((والبدعة التي يُعدُّ بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتُها للكتاب والسنة كبدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة" مجموع الفتاوى ٣٥/٤١٤.
(٢) باب التكفير والتفسيق والتبديع خطر جداً، زلَّتْ فيه أقلام وأقدام، وطاشت فيه أحلام وأفهام، ووقعت فيه فتن عظام. والناس في تكفير أهل البدع طرفان ووسط. أما الطرفان فأحدهما: نفي التفكير مطلقاً عن أحد من أهل القبلة؛ وثانيهما: القول بالتكفير مطلقاً. أما الوسط فهو التفصيل في المسألة وذلك بأن أهل البدع ليسو على درجةٍ واحدةٍ من حيث البدعة ومن حيث توافر الشروط وانتفاء الموانع. انظر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ص ٤٣٢، موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع والأهواء د. إبراهيم الرحيلي ١/١٦٣.
(٣) ساقطة من ن.
(٤) في ن: ((مذهب)) وهو خطأ نحوي، لأن الصواب أن تكون مفعولاً ثانياً لـ" جعل ".
(٥) ما بين المعقوفين: ((يعتبره)) في ق.
(٦) هذه العبارة في س كتبت ((وهذه هي القاعدة ولمالك والشافعي ... إلخ)) . وفي ن: ((وهذه القاعدة لمالك والشافعي ... إلخ)) والمثبت من ق.
(٧) هو أبوالحسن علي بن إسماعيل الأشعري، يرجع نسبه إلى أبي موسى الأشعري، إليه تنسب الأشاعرة. كان معتزلياً، ثم انتقل إلى الأشعرية وأخيراً استقر حاله على مذهب السلف أهل الحديث. قيل: إنه مالكي، وقيل: شافعي، وقيل: كان مستقلاً في استنباط الأحكام. من تآليفه: إثبات القياس، الإبانة في أصول الديانة (ط) مقالات الإسلاميين (ط) . ت ٣٢٤هـ..انظر: الديباج المذهب ص ٢٩٣، طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي ٣/٢٤٧، وفيات الأعيان ٣/٢٨٤، وله ترجمة حافلة في كتاب: موقف ابن تيمية من الأشاعرة
د. عبد الرحمن المحمود ١/٣٣٧.
(٨) يبحث الأصوليون قاعدة: ((لازم المذهب)) في أبواب الاجتهاد والتقليد. انظر مثلاً: التبصرة ص ٥١٧، التمهيد لأبي الخطاب ٤/٣٦٨، تحرير المقال فيما تصح نسبته للمجتهد من الأقوال د. عياض السلمي ص (٨٨) . وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٢٠/٢١٧) : هل لازم المذهب مذهب أم لا؟ فأجاب: الصواب؛ أن مذهب الإنسان ليس بمذهبٍ له إذا لم يلتزمه ـ ثم قال ـ ولو كان لازم المذهب مذهباً للزم تكفير كل من قال عن الاستواء أو غيره من الصفات أنه مجاز ليس بحقيقة، فإن لازم هذا القول يقتضي أن لا يكون شيء من أسمائه أو صفاته حقيقة ... الخ)) . وانظر: الشفا للقاضي عياض ٢/٥٨٦ ـ ٦٢٥، مجموع الفتاوى لابن تيمية ٢٩/٤١، توضيح المقاصد شرح قصيدة ابن القيم للشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى ٢/٣٩٤، نواقض الإيمان الاعتقادية د. محمد الوهيبي ٢/٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>