للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثمائة عددِ أهل بدر (١) ، أو [أربعَ عَشْرةَ مائة] (٢) عددِ بيعة الرِّضْوان (٣) .

الشرح

إنما جزم القاضي رحمه الله بأن الأربعة لا تفيد العلم، لأن شهود الزنا أربعة، وهم محتاجون للتزكية (٤) . [فلو كان خبر الأربعة يفيد] (٥) العلم لأفاد خبرُ كلِّ أربعةٍ وحينئذٍ لا يحتاج للتزكية في صورة، لكنَّه خلافُ الإجماع، وتوقَّف في الخمسة لاحتمال حصول العلم بخبرهم. وهذا البحث من القاضي رحمه الله يقتضي أن العدد - بما هو عدد - هو مدرك العلم، بل (٦) الحق أن القرائن لابد منها مع الخبر كما تقدَّم تقريره (٧) في حجة إمام الحرمين (٨) ، [وإذا كانت القرائن لابد منها، فأمكن] (٩) حصولها مع الأربعة، وفي تلك الصورة لا يحتاج للتزكية.


(١) جاء من حديث البراء رضي الله عنه: أنهم بِضْعةَ عشرَ وثلاثمائة. أخرجه البخاري (٣٩٥٧) . وانظر: الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لابن كثير ص ١٢١.
(٢) في جميع نسخ المتن والشرح ((عشرة)) فقط. والمثبت هنا من نسخة ص. وما في النسخ خطأٌ بيِّن يمكن عزوه إلى النُّسَّاخ أو سهو المؤلف، ويعضده أن المصنف في نفائس الأصول (٦/٢٨٥٥) نقل عن التبريزي أنهم ألف وسبعمائة وارتضاه.
(٣) جاء عددهم أربع عشرة مائة في حديث البراء رضي الله عنه، ورواية أخرى عنه أنهم أربع عشرة مائة أو أكثر، ومن حديث جابر رضي الله عنه أنهم خمس عشرة مائة، ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى أنهم ألف وثلاثمائة، وكلها في البخاري (٤١٥٠ ـ ٤١٥٥) ومسلم (١٨٥٦ ـ ١٦٥٨) . وانظر: السيرة النبوية لابن هشام ٣/٤٣٧، تاريخ الإسلام للذهبي" مجلد المغازي" ص٣٨٢ وما بعدها.
(٤) انظر: الذخيرة للقرافي ١٠/ ٢٠٧، ١٢/٥٤.
(٥) ما بين المعقوفين في ق: ((ولو أفاد خبرهم)) .
(٦) في ق: ((و)) .
(٧) هذه القرائن ترجع إلى الهيئات المُقارِنة للخبر، واختلاف أحوال المخبرين في اطلاعهم على قرائن التعريف، واختلاف إدراك المستمعين لتفاوت الأذهان والقرائح، واختلاف الوقائع في عظمها وحقارتها. انظر: شرح العضد لمختصر ابن الحاجب ٢/٥٤، شرح الكوكب المنير ٢/٣٣٥.
(٨) انظر: البرهان ١/٣٦٩.
(٩) ما بين المعقوفين في ق: ((وحينئذٍ يمكن)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>