للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السامع (١) .

الشرح

لأن لفظة ((نعم)) في لغة العرب تقتضي إعادة الكلام الأول وتقريره، فإذا قلْتَ لغيرك: أقام زيد؟ فيقول: نعم، تقديره: نعم قام زيد، فإذا قيل له: أسمعت هذا؟ فقال (٢) : نعم؛ [تقديره: نعم] (٣) سمعته.

وقوله الأمر كما قُرِيء المراد بالأمر مسموعه وما ضَبَطه، تقديره الذي سمعْتُه وضبطْتُه (٤) مثلُ الذي قُرِيء، فيكون عين المسموع له، لأنا (٥) لا نعني بعينه إلا ذلك، فإن اللفظ إذا أعيد بعينه كان الثاني مثل الأول قطعاً، وكلما كرَّر الإنسان (٦) الفاتحة كانت أصواته الثانية مِثْلَ أصواته الأولى (٧) لا عَيْنَها، بل هي أمثالٌ تُكَرَّرُ.


(١) قال الشوشاوي في " رفع النقاب " القسم ٢/٧٢٦ ((أما كون هذا القسم مثل القسم الأول في
وجوب العمل فهو أمر متفق عليه. أما كونه مثل الأول في رواية السامع فهو مختلَفٌ فيه، فجرى
كلام المؤلف على قولٍ، إذ فيه للمحدَّثين ثلاثة أقوال؛ قيل: قراءة الشيخ على الطالب أصح، وهو
مذهب الجمهور. وقيل: قراءة الطالب على الشيخ أصح على عكس الأول، وهو مذهب
مالكٍ رضي الله عنه. وقيل: هما سواء، وهو مذهب أهل المدينة قديماً وحديثاً ... )) ثم ذكر مأخذ كل قول.
وانظر: التوضيح لحلولو ص٣٢٤، الكفاية في علم الرواية ص ٢٦٢، تدريب الراوي للسيوطي ١/٤٢٦، الباعث الحثيث ١/٣٣٠.

* لكن اختلفوا في كيفية أداء السامع لما تحمَّله قراءةً على شيخه، فقيل: له أن يقول: حدثني وأخبرني وسمعته، وقيل: بل لابد من تقييد ذلك بالقراءة، وقيل: ليس له أن يقول إلا أخبرني وأخبرنا، بناء على التفريق بينها وبين حدثني وحدثنا، وقيل غير ذلك. انظر: إرشاد طلاب الحقائق للنووي ص١٢٣، توضيح الأفكار للصنعاني ٢/١٨٨، توجيه النظر للجزائري ٢/٧١٢.
(٢) في ق: ((فيقول)) .
(٣) ساقطة من س.
(٤) في ق: ((وما ضبطته)) .
(٥) ساقطة من ن.
(٦) في ق: ((إنسان)) .
(٧) في ق: ((الأُوَل)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>