للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو مجاز لغوي حقيقة اصطلاحية (١) ، فإن الإخبار لغةً إنما هو في اللفظ، وتسمية الكتابة (٢) إخباراً أو خَبَراً؛ لأنها تدل على ما يدل عليه الإخبار، والحروف الكتابية موضوعة للدلالة على الحروف اللسانية، فلذلك سميت خبراً أو إخباراً من باب تسمية الدليل باسم المدلول.

ص: ورابعها: أن يقال له: هل سمعْتَ هذا (٣) ، فيشير برأسه أو بأصبعه، فيجب العمل به (٤) ،

ولا يقول المشار إليه: أخبرني ولا حدثني ولا سمعته (٥) .

الشرح

هذه الإشارة قائمة في اللغة والعُرْف مقام قوله: نعم، فتفيد غلبة الظن أنه معتقِدٌ صحةَ ما قيل له، والعمل بالظن واجب في [هذا الباب] (٦) ، ولا تسمى هذه

الإشارة خبراً ولا إخباراً ولا حديثاً، ولا هي شيء يسمع (٧) ، فلا يقول: سمعته (٨) ،


(١) الحقيقة قد تكون مجازاً، والمجاز قد يصير حقيقةً، والذي يَعْنِينا هو الثاني؛ وهو صيرورة المجاز حقيقةً عرفية، لأن المجاز إذا كثر استعماله صار حقيقةً عرفية وهُجِرتْ حقيقته اللغوية، فصار مجازاً لغوياً، مثل الغائط؛ كان مجازاً في قضاء الحاجة، وحقيقته في المكان المُطْمَئِن من الأرض، ثم تعُوُرف هذا المجاز، وكثر استعماله حتى صار حقيقةً سابقة إلى الفهم. انظر: الطراز ليحيى العلوي اليمني ص٤٩، وانظر كلام المصنف في ذلك: ص٤٤ (المطبوع) .
(٢) ساقطة من ن، وفي ق: ((الكتاب)) .
(٣) في ق: ((كذا)) .
(٤) ساقطة من س، ق، متن هـ.

هذه المرتبة وكذا المرتبتان التاليتان؛ الخامسة السادسة تلتحق بالمرتبة الثانية عند المحدثين، وهي القراءة على الشيخ، سواء أقرَّ بالمسموع أو أشار أو سكت انظر: المستصفى ١ / ٣٠٩، شرح العضد لمختصر ابن الحاجب ٢/٦٩، الكفاية في علم الرواية ص ٢٥٩، تدريب الراوي ١/٤٣٤. وحكم هذه المرتبة: وجوب العمل بها عند جماهير المحدثين والفقهاء، وخالف بعض الظاهرية وبعض الشافعية إذ شرطوا نطق الشيخ وإقراره تصريحاً. انظر: البحر المحيط للزركشي ٦/٣١٧، علوم الحديث لابن الصلاح ص١٤١، توضيح الأفكار للصنعاني ٢/١٩١.
(٥) في ق، ن: ((سمعت)) . وهذا أحد الأقوال، إذ لابد من التقييد بالقراءة، وقيل: يجوز مطلقاً، وقيل: يجوز في ((أخبرني)) دون الباقي. انظر: شرح العضد لمختصر ابن الحاجب ٢/٦٩، الكفاية في علم الرواية
ص ٢٩٦، توضيح الأفكار للصنعاني ٢ / ١٩١.
(٦) في ن: ((الشرع)) .
(٧) في س: ((تسمع)) .
(٨) لأنها من المُبْصَرات لا من المسموعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>