للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأفعاله (١) فيكون عالماً.

والجمع بالشرط: كقولنا العلم في الشاهد مشروط بالحياة، والله تعالى عالم، فيكون حياً.

والجمع بالعلة: كقولنا العلم في الشاهد علة للعالِمِيَّة، والله تعالى له علم، فيكون عالماً (٢) . وكثير من مباحث أصول الدين مبني (٣) على قياس الشاهد على الغائب (٤) .

حجة المنع: أن* صورة المقيس (٥) إنْ كانت بعينها (٦) صورة المقيس عليه فهما واحدةٌ فلا قياس حينئذٍ، وإن تغايرا (٧) فلكل واحدٍ منهما تعيُّنٌ، فلعل تعينَ الأصل شرطٌ، فلأجل ذلك صح ثبوت الحكم، [وتعيُّن الفرع مانعٌ (٨) فلا يثبت الحكم (٩) ] (١٠) ومع الاحتمال لا يقين (١١) ، والمطلوب بهذا القياس اليقين.

والجواب: أن العقل قد يقطع بسقوط (١٢) الخصوصيات عن الاعتبار، كما نقول (١٣) : إن اللون الذي قام بزيْدٍ مُفْتقرٌ للجوهر، وكذلك الجماد والنبات، وإن خصوصية الحيوان والجماد والنبات لا مدخل لها (١٤) في افتقار اللون للمحل لا شرطاً


(١) في ن: ((علمه)) وهو لا يدلُّ على المراد.
(٢) ذكر شيخ الإسلام أنه يمكن إثبات كثير من الصفات بالعقل، سواء في ذلك الصفات السبع أو غيرها من الحب والرضا والغضب: ونحوها. انظر: التدمرية ١٤٩ - ١٥١.
(٣) في ق: ((ينبني)) .
(٤) الصواب أن يقال: وكثير من مباحث أصول الدين يجوز فيه قياس الغائب على الشاهد، لأن أصول الدين مبنية على التوقيف والسماع، والعقل الصحيح يوافق النقل الصريح.
(٥) في ن: ((القياس)) وهو تحريف.
(٦) في ق: ((نفسها)) .
(٧) في ن: ((تغاير)) وهو تحريف.
(٨) في ن: ((مانعاً)) وهو خطأ نحوي؛ لأن الواو في قوله: ((وتعين الفرع..)) إن كانت عاطفة فتكون
" مانع " معطوفة على خبر " لعل ". وإن كانت مستأنفة صارت خبر للمبتدأ " تعيّن ".
(٩) في ن: ((الحمل)) .
(١٠) ما بين المعقوفين ساقط من س.
(١١) في ن: ((يتعيَّن)) .
(١٢) في ن: ((سقوط)) .
(١٣) في س: ((تقول)) .
(١٤) في ن: ((له)) وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>