[عناية العلماء بكتاب "التنبيه"]
يُعد كتاب "التنبيه" أحد الكتب الخمسة المعتمدة في المذهب الشافعي، وقد بيّن النووي مكانة "التنبيه" في مقدمة "تصحيحه" عليه فقال: ("التنبيه" من الكتب المشهورات النافعات المباركات، فينبغي لمريد نصح المسترشدين، وهداية الطالبين أن يعتني بتقريبه وتحريره وتهذيبه).
وخير شاهد على مكانة الكتاب عناية العلماء به؛ فتناولوه بالشرح والاختصار والتصحيح، وعنوا ببيان غريب ألفاظه، حتى بلغت هذه المؤلفات ما يزيد على المئة ما بين شرح واختصار، ونظم وتعليق، وتصحيح وتنكيت.
ولبعضهم في مدحه: (من الكامل)
يا كوكباً ملأ البصائر نوره ... من ذا رأى لك في الأنام شبيهاً
كانت خواطرنا نياماً برهة ... فرزقن من تنبيهه تنبيهاً
وله شروح كثيرة منها:
شرح صائن الدين، عبد العزيز بن عبد الكريم الجيلي المعروف "بالمعيد".
وشرح أبي طاهر الكرخي الشافعي، وهو كبير في أربع مجلدات.
وشرح الإمام أبي الحسن، محمد بن مبارك، المعروف بابن الخل الشافعي، المتوفى سنة (٥٥٢ هـ) وهو مجلد سماه "توجيه التنبيه"، وهو أول من تكلم على "التنبيه"، وليس في شرحه تصوير المسألة، لكنه عللها بعبارة مختصرة.
وشرح الإمام أبي العباس، أحمد بن الإمام موسى ابن يونس الموصلي، المتوفى سنة (٦٢٢ هـ).
وشرح الإمام تاج الدين، عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بالفركاح الشافعي، المتوفى سنة (٦٩٠ هـ).
وشرح ولده برهان الدين، إبراهيم بن الفركاح، المتوفى سنة (٧٢٩ هـ).
وشرح شمس الدين، محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، المتوفى سنة (٦١٣ هـ)، سماه "الإكمال لما وقع في التنبيه من الإشكال والإجمال".
وشرح موفق الدين، حمزة بن يوسف الحموي الشافعي، المتوفى سنة (٦٧٠ هـ)، أجاب فيه عن الإشكالات الواردة عليه، وسماه "المبهت".
وشرح الشيخ نجم الدين، محمد بن عقيل البالسي، المتوفى سنة (٧٢٩ هـ).
وشرح الإمام علم الدين، عبد الكريم بن علي العراقي الشافعي، المتوفى سنة (٧٠٤ هـ).